البيان الختامي للمؤتمر الإسلامي بالبرازيل يؤكد على مكانة القدس المحورية

ساو باولو: أوصى المشاركون في أعمال المؤتمر الدولي الـ30 لمسلمي أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي الذي نظّمه مركز الدعوة الإسلامية في أمريكا اللاتينية بالتعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بمدينة ساو باولو البرازيلية، بضرورة إنشاء وسائل إعلام إسلامية تبث لدول أمريكا اللاتينية بكل أنواعها المرئية والمسموعة والمقروءة، مع أهمية أن تلتزم هذه الوسائل بالضوابط الإسلامية والمهنية العالمية لنشر الفضيلة والقيم، والمحافظة على الهوية الإسلامية، وتصحيح المفاهيم الخاطئة عن الإسلام.
كما أكد المشاركون في بيانهم الختامي الذي صدر في حفل اختتام أعمال المؤتمر مؤخرًا، على القيمة الكبرى للأسرة المسلمة وأهميتها في المجتمع، وتعزيز مكانتها وحمايتها من محاولات التخريب والتفكيك الهادفة للنيل منها وإضعاف مهمتها في تماسك المجتمع وقوته، والتأكيد على أن نظام الأسرة في الإسلام هو العلاج الناجع لكثير من الأزمات والمشكلات الكبرى في المجتمعات غير المسلمة.
وتضمن البيان الختامي، توصيةً بضرورة الاهتمام بتعليم القرآن الكريم للناشئة، وإنشاء مدارس ومحاضن تعنى بتحفيظ القرآن الكريم وتعليمه ، والتربية على ما فيه من آداب وقيم وأخلاق، إضافةً إلى أهمية إجراء الدراسات العلمية الموثقة حول وظيفة الأسرة المسلمة في المحافظة على الهوية الإسلامية ، واقتراح البرامج والآليات المعينة على ذلك بواسطة لجان علمية في المراكز الإسلامية في أمريكا اللاتينية.
وأكد البيان ضرورة الاهتمام بإنشاء المدارس الإسلامية النظامية والتوسع في ذلك لكونها من الوسائل المهمة للحفاظ على الهوية الإسلامية ، وبخاصة مدارس المرحلة المبكرة للطفولة من رياض الأطفال وغيرها، وأهمية تعزيز اللغة العربية، ونشرها
في أوساط الجالية المسلمة لكونها الأداة الرئيسة للحفاظ على الهوية الإسلامية، بواسطة المناهج الحديثة لتعليمها في المدارس الإسلامية وغيرها ، إضافة إلى الفصول والدورات الدراسية في المساجد والمراكز الثقافية.
وأوصى المشاركون في أعمال منتدى ساو باولو الإسلامي بأهمية أن تتبنى المراكز الإسلامية في أمريكا اللاتينية، إقامة الدورات العلمية والمواقع الإلكترونية التي تعاجل أحكام الأسرة في الإسلام من الناحية الفقهية، وفهم حكمها وأسرارها التشريعية، وضرورة التوفيق بين الأحكام الشرعية وأنظمة تلك البلاد وقوانينها، وإعداد مواد تثقيفية للأسرة المسلمة لتوضيح الحقوق والواجبات الاجتماعية المناطة بها، وضرورة إنشاء جمعيات أو لجان داخل المراكز الإسلامية تعنى بأمر الزواج وشؤون الأسر المسلمة، وتربية النشء الجديد، على القيم الإسلامية السمحة.

ودعا البيان الختامي لضرورة أن تجتهد الأقليات المسلمة في أمريكا اللاتينية في الحفاظ على الشعائر الدينية والقيم الأخلاقية والهوية الإسلامية ، من خلال الوسائل القانونية المشروعة في بلدانها لتعديل أية تشريعات منتهكة للحقوق الدينية أو مصادمة للإسلام في مجال الأسرة والمرأة والمجتمع، إضافةً إلى أهمية التواصل بين المراكز الإسلامية في أمريكا اللاتينية والمؤسسات الثقافية والاجتماعية والتربوية في البلاد العربية والإسلامية .
كما أكد البيان أهمية ومكانة المسجد في الإسلام ودوره في الحفاظ على الهوية الإسلامية، وحثّ الجاليات المسلمة في أمريكا اللاتينية بالاهتمام بالمساجد والاقتراب منها والمحافظة على الصلاة جماعة فيها والاستفادة من برامجها وفعالياتها، وضرورة الاهتمام بترجمة الكتب الإسلامية المعنية بموضوع الأسرة المسلمة وأحكامها وتشريعاتها باللغات السائدة في أمريكا اللاتينية.

ونوّه بأهمية دور المرأة المسلمة في بناء الأسرة والحفاظ على هويتها، موصيًا بضرورة أن تحظى المرأة المسلمة بما تستحق من العناية والرعاية والبرامج والدورات وفرص العمل في المؤسسات الإسلامية والمراكز الدعوية والمدارس، ومشيرًا في ذات الوقت إلى ضرورة الاستفادة من وسائل الإعلام الجديد ووسائل التواصل الاجتماعي وتسخيرها للعناية بالنشء الجديد ونشر القيم الكريمة والأخلاق الفاضلة والهوية الإسلامية .
وأكد البيان الختامي، على مكانة القدس المحورية، وإدانة الاعتداءات الإرهابية كافة التي تقوم بها سلطات الاحتلال وتستهدف فيها المقدسات الإسلامية، وهوية الإنسان الفلسطيني المسلم وغير المسلم وتهديد استقراره.
وقدم المشاركون في أعمال المؤتمر الشكر لحكومة المملكة العربية السعودية ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله -، على دعمهم واهتمامهم بالجاليات المسلمة في أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي، مقدمين التهنئة بمناسبة نجاح موسم حج هذا العام 1438هـ، وسائلين الله للمملكة الأمن والاستقرار والحماية من الفتن، لتقوم بمهمتها الكبرى في حماية ورعاية الحرمين الشريفين وخدمة الإسلام والمسلمين في شتى بقاع الأرض.

كما تقدّم المشاركون بالشكر لوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد على مشاركتها في المؤتمر ورعايتها له ممثلة في معالي وزير الشؤون الإسلامية الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، مثمنين جهود الوزارة في دعم المراكز الإسلامية وإرسال البعثات والدعاة إلى دول أمريكا اللاتينية للتعريف بالإسلام وفق المنهج الوسطي الصحيح، البعيد عن الغلو والتطرف، وموصين بضرورة استمرار رعاية الوزارة لهذا المؤتمر السنوي.
وأعربوا عن شكرهم، لمركز الدعوة الإسلامية لأمريكا اللاتينية ممثلاً في رئيسه الشيخ أحمد بن علي الصيفي، على الجهد الكبير الذي بذله المركز لإنجاح هذا المؤتمر، امتداداً للمؤتمرات السابقة على مدى ثلاثين عامًا، وما تم خلالها من دعم ودفع لمسيرة العمل الدعوي الإسلامي في أمريكا اللاتينية.
وثمن المشاركون اهتمام سفارات الدول العربية والإسلامية في البرازيل بالمؤتمر وفعالياته، معربين عن شكرهم بشكلٍ خاص لسفراء المملكة العربية السعودية ودولة فلسطين، على مشاركتهم الفاعلة في حفل افتتاح المؤتمر.

يذكر أن المؤتمر الدولي الـ 30 لمسلمي أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي، الذي نظمه مركز الدعوة الإسلامية لأمريكا اللاتينية بالتعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، كان قد بدأ اعماله في الـ 24 من شهر ذي الحجة الجاري، بمشاركة وحضور وفود من أكثر من 35 دولة.