#حاج_فلسطيني من #ضيوف_الملك يروي لحظات استشهاد نجله

أحد ضيوف خادم الحرمين الشريفين من حجاج ذوي شهداء فلسطين

المدينة المنورة: روى أحد ضيوف خادم الحرمين الشريفين من حجاج ذوي شهداء فلسطين، تفاصيل استشهاد نجله.

وقال الحاج الفلسطيني محمود لافي: إن نجله الأكبر محمد صاحب الـ17 عامًا، أصيب بطلق ناري أثناء الاشتباك مع قوات الاحتلال أمام المسجد الأقصى، ما اضطر مسعفيه إلى نقله لمركز صحي مجاور يفتقد الإمكانات الكافية لعلاجه، ليُنقل لمستشفى كان مقدرًا له أن تكون غرفة العمليات فيه آخر عهد له بهذه الدنيا.

أضاف: "طال انتظاري خارج الغرفة، والحال أصعب من وصفه، فكانت الآمال والتطلعات تتضاءل مع كل ثانية، ثم دخلت مفزوعًا لغرفة العمليات، إلا أن الأوان كان قد فات وقضي الأمر."

وتابع: "قبل استشهاد محمد بعشرة أيام، كنت وأمه الأسعد على الإطلاق، فقد أنهى المرحلة الدراسية بنجاح في التوجيهي، وبنسبة 86%، مؤكدًا لنا براعته بخوض التحدي والفوز في النهاية، لاسيما وأنه لم يتجاوز 60% تقريبًا في نتائج امتحاناتٍ سبقت هذه الامتحانات بأشهر قليلة، وهذا أزعجنا كثيرًا، واتفقنا على التخلي عن فكرة دراسته وجدواها، وأطلعناه على هذا الاتفاق، الذي كان من المفروض أن يسعده، لكنه كان مع الضد تمامًا، ورفض اتّخاذ قرارات تخصه، وأثبت ذلك في نهاية المطاف".

وأردف قائلًا: "محمد أثبت لوالده أمرًا أعمق وأهم وأكبر، وكل والدٍ يقرأ في شخصية أبنائه أمورًا لا يراها غيرهم، لقد أصبح محمد رجلًا يعي معنى المسؤولية، ويتحمل أخطاءه ويلتزم بكلمته، وهذه صفات الرجال، وهذا الموقف فتحت لي نافذة أمل كبيرة، وعشم بنجاح مهمتي لإعداده فيكون مساندي وعضدي، وحلم بات على مقربة من التحقق، فقد حان الوقت لأترجل عن صهوة جواد مسؤولية كبيرة، باتت أصعب وأكبر مع تقدمي بالعمر، وجاء الوقت الذي أسلم فيه الراية له، وأكتفي بالإشراف عليه وتوجيهه، ليصل بنا نحن والديه وأخواته وأخيه إلى بر الأمان، وضمان استقرار أكبر".

هنا توقف الحاج محمود لوهلة -وأطبق راحتي يديه ببعضهما– ثم كشف عن سبب كل ما طاله من تغيّر، بقوله: "خسارة ابني كسرتني، وفي هذا التوقيت بالتحديد، لأنني لم أعد قادرًا على العودة من جديد إلى مراحل أبعد من قدرتي على الرجوع إليها، لأن أبني الأصغر، يبلغ من العمر 6 سنوات فقط، ما يصعب من مهمة لا يمكنني إهمالها أو تجاهلها أو التعاطي معها بجهد أقل من ذات الجهد الذي بذلته سابقًا مع أبني الأكبر، ولكني أحتاج إلى وقتٍ أطول، فوفاة "محمد" لا تزال حديث كثيرين، فلم يمض عليها سوى 40 يومًا".

وعن حضوره للحج بدعوة من البرنامج، ليكون ضمن ضيوفه من ذوي شهداء فلسطين، قال: "فريضة الحج، كانت الحالة الوحيدة التي استطاعت إخراجي من منزلي، لأكون هنا اليوم، فالفرحة بها والفرحة بأدائها ومن ثم إتمامها، سيكون ذا أثرٍ كبير علينا، سنستعيد مع توازننا بالمنزل، وهذا بالتحديد ما سأدعو به الله ليتحقق، وسأدعو لابني الأكبر بالرحمة، وأن ينزله الله منزل الصديقين والشهداء، وسأتضرع إليه بأن يعوضني أخاه، وأن يعينني -سبحانه وتعالى- على تربيته وتوجيهه ليكون السند والعضد بعد الله، وأسأله -جل وعلا- أن يوفق الملك سلمان لما فيه خير شعبه والشعوب العربية والإسلامية، وأن يمد في عمره، لقد قوبلنا بحفاوة أكبر من أن يقال عنها كرم، وشعب المملكة تجاوز الكرم في ما رأيت، لذا شكرًا من الأعماق".