هل غادر الهلال «العربية» مرفوع الرأس؟!

كتبت إحدى الصحف المحلية عنواناً لخروج الهلال من البطولة العربية التي تجري أحداثها في مصر تقول فيه: «الهلال يودع العربية مرفوع الرأس»، وذلك في أعقاب خسارته الأخيرة من الترجي التونسي بنتيجة 2-3، وهو عنوان لافت، ليس في شكله الظاهر بل بما فيه من حمولات خفية.

العنوان معبر أكثر من الناحية المجازية فهو يكشف واقع حال الهلال في البطولة وما خرج به منها؛ إذ شارك بالفريق الأولمبي، أمام فرق أتت بعدتها وعتادها، وقضها وقضيضها، وبأجانب بعضهم مقيدون في الكشوفات، وآخرون شاركوا بنظام «حب الخشوم»!، وبالتالي كانت حفاوة الجميع بهذا الفريق الشاب.

في مضمونه يبدو العنوان بحمولات أكثر، فهو في الوقت الذي يصف خروج الهلال بشكل مباشر بأنه خروج يرفع الرأس، فهو في المقابل ومن دون مباشرة يصف خروج الفرق التي حضرت بجيوشها الجرارة يتقدمها مجلس إدارتها، ومن خلفهم أجهزتها الإدارية والفنية، ونجومها المحليين ولاعبيها الأجانب، وبمتابعة إعلامية، ودعم جماهيري بأنه خروج يُطأَطِئ الرأس!.

بعيداً عن الجانب المجازي في العنوان، والذي قد لا يختلف عليه أحد بعد البصمة الواضحة التي خلفها الأزرق الأولمبي، لنقف على الجانب الحقيقي فيه، ولنسأل هل بالفعل خروج الهلال من البطولة يرفع الرأس؟، حتى مع مشاركة النادي بالفريق الأولمبي؟!

لا أتصور أنّ نادياً كالهلال يحتاج لحفاوة من هذا النوع، حتى وهو يزج بفريقه الأولمبي، فذلك لا يتناسب مع اسمه وتاريخه، وإن كان يناسب غيره، ولذلك لم يكن من المفروض أصلاً أن تقبل إدارة الهلال المشاركة في البطولة تحت أي مبرر، طالما أن استمرار الفريق في الأدوار النهائية لدوري أبطال آسيا وارد وبقوة، وحتى لا تضطره الظروف لاحقاً لأن يكون في هذا الموقف الصعب.

قد يرى البعض ومنهم مسؤولون في النادي أن مكاسب المشاركة كبيرة فنياً بالنسبة للفريق الأولمبي، وهم وإن كانوا محقين في هذا الجانب الضيق، وهو ما يمكن أن يتحقق في بطولة ودية، لكنهم مخطئون حتماً في جوانب عدة؛ أولها وأهمها اسم نادي الهلال وسمعته اللذين وضعا على المحك، حتى كاد يدفع ضريبة باهظة بقرار المشاركة، وقد دفع بخروجه من الدور التمهيدي، وكانت الفاتورة أكبر لولا استبسال أولئك الشباب المقاتلين، وهو خطأ استراتيجي لم يكن ليغفره الهلاليون للإدارة!.

بقلم: محمد الشيخ - الرياض