قلق عالمي من السيلان المقاوم للعلاج
نيويورك / أوضحت دراسة جديدة أن بكتيريا النيسرية البنية التي تسبب مرض السيلان بدأت تطوّر مقاومة ضد المضادات الحيوية التي ساهمت في علاجها لعشرات السنين، وهو ما يجعل العلماء في مرحلة حرجة جدا، لأنهم يستخدمون الآن آخر نوع من المضادات الحيوية متاح لديهم لمواجهة المرض.
ذكر تقرير نشره موقع الراديو الوطني الأميركي أن «مجموعة عالمية من الخبراء المتخصصين في الأمراض المنتقلة جنسيا نشروا مقالة في صحيفةPLOS Medicine العلمية كشفوا فيها عن السيلان المقاوِم للمضادات الحيوية، بعد أن أجروا استطلاعا لـ77 دولة شاركت في برنامج تتبع مرض السيلان العالمي، واكتشفوا أن أكثر من 90% منها ذكرت بأنهم واجهوا نوعا ما لحالات السيلان المقاوم للمضادات الحيوية».
وأضاف أن «مرض السيلان ليس له معدل وفيات كما لدى فيروس العوز المناعي البشري، ولكن الوفيات السنوية الناجمة عنه تبلغ حوالي 2300، إلا أنه مع ذلك يسبب معاناة لا يمكن وصفها، ووفقا لمنظمة الصحة العالمية حوالي 78 مليون بالغ أصيبوا بالمرض في 2012، وتشمل الأعراض التبول المؤلم، والحكة، وإفرازات صفراء من القضيب، أو المهبل، أو فتحة الشرج، والتهاب في الحلق».
أبان التقرير أن «الأشخاص المصابين قد يتسببون بنقل العدوى، لأن الأعراض لا تظهر على الجميع، فبالنسبة للنساء أغلبهن لا تظهر عليهن الأعراض، لذلك فإن المضاعفات قد تشتمل على العقم أو ألم مزمن في الحوض، وإذا كن حوامل، فإن المصابات بالسيلان قد يتعرضن للولادة المبكرة، أو حتى نقل المرض إلى الجنين».
أوضح التقرير أن «الرصد الوبائي أظهر أن السيلان وداء المُتَدَثِّرات قد يجعلان من السهل الإصابة بفيروس العوز المناعي البشري، ورغم أن الباحثين لم يعرفوا الرابط بينهما، إلا أنهم يعتقدون أن ردة فعل الجهاز المناعي تسمح لفيروس العوز المناعي البشري بالهجوم على الخلايا الثنائية التي تكمن وظيفتها في محاربة السيلان، إضافة إلى أن الأمراض المنتقلة جنسيا تضعف سلامة البطانات المخاطية التناسلية، وهي حصن جسدي مهم أمام الأمراض».
وكشف أن «بعض الممارسات الجنسية الخاطئة تعد أحد أضخم الأسباب لمقاومة السيلان للمضادات الحيوية في السيلان، فأمراض الحلق بعد هذا الجنس عادةً ما يتم تشخيصها بشكل خاطئ على أنها التهاب حلق أو أي مرض آخر، ومن ثم يصرفون للمريض مضادات حيوية، وعندما يتعرض السيلان في حلوق المرضى لهذه الأدوية، فإن البكتيريا تطور المقاومة فيها، والشخص المصاب بالسيلان المقاوم للمضادات الحيوية في الحلق بإمكانه نقلها».
أبان التقرير أن «مرض السيلان على مر العقد الماضي، طور بالتدريج مقاومة ضد العديد من المضادات الحيوية في معظم الدول، ويوجد هناك نوع واحد فقط من المضادات الحيوية معتمد في علاج السيلان. وهو «سيفالوسبورين».وقال توماس هيلتك وهو رئيس أحد البرامج في المعهد الوطني لأمراض الالتهابات والحساسية المنتقلة جنسيا، «أصبحنا في مرحلة حرجة جدا، فنحن الآن نستخدم آخر نوع من المضادات الحيوية». وأضاف أن «الطريقة الوحيدة لمحاربة السيلان المقاوم للمضادات الحيوية تطوير عينات سريعة ورخيصة بإمكان الأطباء استخدامها لتشخيص مقاومة المضادات الحيوية».