بشرى للسعوديين بعد اعتماد علاج جيني لـ #اللوكيميا

صورة تعبيرية

لندن: "حلم طال انتظاره".. هكذا يصف الأطباء موافقة لجنة إدارة الغذاء والأدواء الأمريكية بالإجماع على أول علاج جيني لسرطان الدم (اللوكيميا).

ويعد هذا الخبر مبشرًا بشكل خاص للمجتمع السعودي؛ حيث يعد سرطان الدم هو المسبب الأول لوفاة الأطفال بالمملكة.

وهو أكثر أنواع السرطانات شيوعًا لدى الأطفال في المملكة؛ حيث يتصدر المرتبة الأولى بنسبة 35.2% في ترتيب السرطانات العشرة الأكثر شيوعًا بين الأطفال السعوديين في كلا الجنسين حسب تقرير السجل السعودي للأورام لعام 2009.

العلاج الجديد
وكانت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية نشرت أمس الخميس أن باحثين من جامعة بنسلفانيا وشركة نوفارتيس، وضعوا تقنية العلاج الجديدة، وتسمى "CAR-T therapy"، وتعيد برمجة الخلايا البشرية للتعرف على السرطان وتدميره.

ويعتمد العلاج الجديد على استخراج وعزل "الخلايا T المناعية" للمريض، ويتم تعديلها وراثيًّا للتعرف على الخلايا السرطانية واستهدافها، ومن ثم غرسها مرة أخرى في المريض، ومن المتوقع أن تصدر هيئة الغذاء والدواء الأمريكية "FDA" موافقتها النهائية بحلول شهر سبتمبر القادم.

ومن المتوقع أن تصل تكلفة ذلك العلاج الذي يتم تناوله لمرة واحدة إلى 500 ألف دولار، في حين ينتظر أن تولد مليارات الدولارات لمطوري تلك التقنية.

وأظهرت التجربة السريرية على العلاج الجديد أن 83% من المرضى الذين لم يعالجوا أو فشل العلاج الكيميائي في علاجهم، تم شفاؤهم بالكامل أو جزئيًّا بعد 3 أشهر من العلاج.

ووصف استشاري جراحة الأورام والمناظير بجامعة الزقازيق المصرية الدكتور عمرو عبدالمحسن هذا الاكتشاف بأنه "اكتشاف هائل وحلم طال انتظاره".

وأضاف أنه بمنزلة قارب نجاة لمرضى سرطان الدم الذين لم ينجدهم العلاج الكيميائي والإشعاعي من ذلك المرض الخبيث.

وأشار إلى أنه عند الموافقة النهائية عليه وطرحه للاستخدام العام، ربما يلغي العلاج الكيميائي والإشعاعي ويكون أول خطوة في رحلة العلاج، وهو ما يوفر على المريض رحلة معاناة طويلة.

وسرطان الدم هو من أنواع السرطانات التي تصيب أنسجة النخاع العظمي والجهاز الليمفاوي، ويبدأ عادةً في خلايا الدم البيضاء المسؤولة عن محاربة العدوى والحفاظ على الجهاز المناعي في الجسم.

وتنمو خلايا الدم البيضاء بشكل طبيعي وبصورة سليمة حسب احتياجات الجسم. أما في حالة إصابة الجسم باللوكيميا فيقوم الجسم بإنتاج أعداد هائلة منها لا تقوم بوظائفها الطبيعية.

المسببات والأعراض
وهناك عدد من العوامل المصاحبة والتي يمكن من خلالها الشك في وجود ورم في الدم. ويقول أخصائي أمراض الأطفال الدكتور مؤمن سعد إن من أبرز الأعراض المصاحبة لسرطان الدم عند الأطفال النزيف المتكرر بعد إصابة طفيفة، ونزيف الأنف.

ومن الأعراض أيضًا الشعور بألم شديد في المعدة، وفقدان الشهية والوزن، وصعوبة التنفس، وضعف مناعة الطفل، وتعرضه للأمراض المختلفة، وتورم الغدد الليمفاوية، إضافة إلى تورم الوجه والذراعين وألم العظام والمفاصل، وفقر الدم المصاحب بشحوب الوجه وسرعة التنفس.

وينشأ سرطان الدم نتيجة عوامل وراثية وبيئية. وهناك عدة عوامل تزيد فرص الإصابة باللوكيميا؛ هي المعاناة من اضطرابات جينية معينة، مثل متلازمة داون المرتبطة بازدياد فرص الإصابة بسرطان الدم، والتعرض لمُختلف أنواع الأشعة وبمستويات عالية، والتدخين أو التدخين السلبي.

ومن عوامل الخطر أيضًا التعرض لمادة البنزين المستخدمة بكثرة في الصناعات الكيميائية، وتناول أنواع معينة من الأدوية المُستخدَمة كعلاج كيميائي، والمعاناة من مُتلازمة خلل التّنسج النقويّ أو أي أنواع أخرى من اضطرابات الدم؛ إذ تزيد عندها فرصة الإصابة بسرطان الدم، وأخيرًا وجود إصابات بسرطان الدم في العائلة.

عوامل الخطر
وهناك عدة أنواع من سرطان الدم يمكن تقسيمها على النحو التالي: سرطان الدم الحاد الذي تنمو فيه الخلايا السرطانية بسرعة كبيرة جدًّا، ويُنتِج نُخاع العظم أعدادًا كبيرةً من خلايا الدم البيضاء غير الناضجة والشاذة التي تدخل مجرى الدم.

وتعمل على مزاحمة الخلايا الطبيعية في مجرى الدم ومن ثم تتعطل وظيفتها في مقاومة العدوى أو إيقاف النزيف أو منع حدوث فقر الدم؛ ما يجعل جسم المريض ضعيفًا جدًّا وغير محصن ضد العدوى والأمراض المختلفة.

وهناك نوع آخر أكثر شيوعًا هو سرطان الدم المزمن؛ فعلى العكس من السرطان الحاد، يتطوّر هذا النوع ببطء ويتفاقم بالتدريج، ولا تظهر الأعراض فيه إلا بعد مرور فترة طويلة، ويوجد منه نوعان؛ هما: سرطان الدم الليمفاوي المزمن، وسرطان الدم النقياني (النخاعي) المُزمن.

ويمكن اكتشافه وتشخيصه من خلال عدة فحوصات، كالفحص السريري واختبارات الدم وأخذ عينة من نخاع العظم والفحص الوراثي.

سبل العلاج
وتختلف سبل العلاج حسب نوع السرطان ودرجة انتشاره والعمر والوضع الصحي، وتشمل العلاج الكيميائي، والعلاج الإشعاعي، وزراعة الخلايا الجذعية لاستبدال الخلايا المتلفة، وهناك العلاج المناعي لتعزيز مناعة الجسم. وينضم العلاج الجيني بعد الاكتشاف الأخير إلى هذه القائمة.

وأضاف الدكتور مؤمن سعد أن التقنية الجديدة تشكل طفرة هائلة في علاج السرطان، وتنقلنا سنوات للأمام، متمنيًا أن تحقق التقنية الجديدة النتيجة المرجوة منها.