بعد 5 قرون.. #المسلمون يعودون للصلاة علنًا في "حدائق النصر" بالأندلس

المسلمون فى الأندلس

غرناطة: أدى المسلمون في مدينة غرناطة بالجنوب الأندلسي الإسباني، لأول مرة منذ  نحو 525 عامًا، شعائر صلاة العشاء والإفطار يوم السبت (10 يونيو 2017)، علنًا على مرأى من الإسبان في موقع حساس دينيًّا وتاريخيًّا بالمدينة، يسمونه "Jardins del Triunfo" أو "حدائق النصر" التي شهدت إنهاء الحكم الإسلامي، رسميًّا، بالأندلس، التي يطل عليها تمثال لـ"مريم العذراء".

ووافق رئيس بلدية غرناطة على طلب تقدم به القائمون على "المؤسسة الأوروبية - العربية للدراسات العليا" - ومقرها منذ تأسيسها عام 1995 في "غرناطة" - بأن يؤدوا صلاة العشاء في مكان علني بالمدينة، يتناولون بعدها الإفطار في خيم منصوبة بالمكان نفسه، وهو ما تسبب في ضجة إعلامية مستمرة منذ 3 أيام، حسب "العربية"، الأربعاء (14 يونيو 2017).

وأثارت صلاة المسلمين في مكان حساس ومهم دينيًّا وتاريخيًّا للكاثوليك بشكل خاص، أدوا فيه الصلاة علنًا والإفطار برمضان أمام تمثال العذراء الشهير هناك؛ جدلًا واسعًا فتح نيران الغاضبين على رئيس البلدية.

واعتبر قيادي سياسي وعضو بالكونجرس عن المدينة "أن رئيس البلدية يخلط بين التسامح واحترام الأديان وبين الاستفزاز"، مشيرًا إلى أن صلاة المسلمين في ذلك المكان بالذات تحرش تحريضي.

من جانب آخر، أصدر إمام مسجد غرناطة الكبير الشيخ برميخو، بيانًا أعرب فيه عن أسفه لما أثارته تأدية الصلاة في "الحدائق" من غضب وجدل، شارحًا أن ما تم كان تعاونًا بين "المؤسسة الأوروبية - العربية للدراسات العليا" والبلدية، والاختيار وقع على المكان "لأنه يسع 1000 إلى 1500 مصل".

جدير بالذكر أن السبب في حساسية "حدائق النصر" كمكان لتأدية صلاة إسلامية، أن هناك تمركزت قيادة الجيش الإسباني بعد توحيد المملكة في القرن الخامس عشر وإنهاء الحكم الإسلامي في الأندلس، وهناك "ركع الملك فرديناند وزوجته الملكة إيزابيلا شكرًا لله بعد استعادة الأندلس وآخر مواقعه"؛ لذلك فعودة المسلمين للصلاة فيه لأول مرة بعد أكثر من 5 قرون هو مما تقشعر له ذاكرة الإسبان.