الاقتصاد القطري وحدود المملكة

قطر الشقيقة هي إحدى دول الخليج التي ميزها موقعها بأن تكون المملكة هي من يحدها جنوبا وشرقا، وبحدود برية كاملة، فالمملكة والبحر هي حدود قطر، ولكي نقرأ ماهي آلية صنع القرار بقطر، وأن المملكة هي المنفذ البري الاقتصادي الوحيد لها لا غيره، فلنضع فرضية أن الحدود السعودية القطرية أغلقت أو أو أقفلت اليوم، ولا أتمنى بالطبع حدوث ذلك وأن تعود قطر لدول مجلس التعاون بتجانس تام، ولكن السياسة قد تصنع قرارات تصبح مجبراً عليها حين تتجاوز حدود المقبول والأمن الوطني، واستغرب من دولة قطر عن آلية الحسابات الاقتصادية لها خاصة مع المملكة، وبعيدا عن الجوار واللغة والأخوه وغيرها، ماذا عن مصالح قطر الاقتصادية أين تضعها؟ مع من؟ مع دول ما وراء البحار؟ لنقرا حجم التبادل الاقتصادي بين المملكة وقطر مثلا، قطر تستورد من المملكة بما يقارب 7 مليارات ريال، فحجم التبادل الخليجي مع قطر يصل الى 38 مليار ريال، ورأيت بنفسي بزيارة لقطر من سنوات حجم ارتال السيارات على حدودنا البرية متجهه لقطر ولا ابالغ حين أقول إنها بطول من 2 الى 3 كيلو من كل أنواع السلع والمنتجات، وحتى زوار قطر من المملكة سياحة أو غيره بأعداد جيدة، وحجم الناتج المحلي الإجمالي القطري يقارب 627 مليار ريال، وعدد سكانها 1،5 مليون نسمة والقطريون يقارب 400 ألف، فدولة قطر اقتصادها غير مرن، ويعتمد شبه كامل على "تموين" حدود المملكة البرية، وهي عمق استراتيجي لها بالأساس.

ما يثير استغرابي "اقتصاديا" والسياسية أضعها للسياسيين، ما هي معايير إدارة المصالح لدى صانع القرار في قطر، ووضع سيناريو، توقف التبادل التجاري وإغلاق الحدود مع قطر، من الخاسر هنا؟ ودول الخليج وليست قطر هي من يملك القرار والقدرة وليست قطر، وقطر للأسف تلعب بالنار بهذا الجانب من خلال ممارساتها السياسية على مدى عقود، ومع ذلك المملكة تتبع سياسة طول النفس وضبطها، ولكن قطر للأسف تصر على ممارسات خاطئة سياسيا ولعبة لن يكون بمقدورها النجاح والاستمرار بها، ومخالفة دول الخليج العربي، وتعتبر إعلامها كأنه سيف مسلط على دول الخليج أو الدول العربية ووضعت رهانها مع إيران وكل حزب أو تيار مضاد للعديد من الدول، لماذا تصر قطر على هذه المنهجية التي أضرت بدول الخليج والمملكة بلا مبرر حقيقي إلا أن تريد أن تكون لاعبا رئيسيا ومحركا بمجرد أنها تملك المال؟ رهان خاسر في النهاية، ومصلحة قطر اقتصاديا وسياسيا هي مع دول مجلس التعاون فهي العمق الاستراتيجي الحقيقي لها مستقبلا، وهي تلعب بالنار اليوم وستحرقها إن استمرت، لنضع سيناريو وقف التبادل التجاري وغلق الحدود مع قطر مثلا.

بقلم: راشد محمد الفوزان - الرياض