اجتماع #قصر_اليمامة يُقيِّم نتائج زيارة #ترامب للمملكة
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود
الرياض: أعرب خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، باسمه واسم شعب وحكومة المملكة العربية السعودية، عن الشكر والتقدير للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وأصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة الدول العربية والإسلامية، المشاركين في اللقاء التشاوري السابع عشر لقادة دول مجلس التعاون الخليجي، والقمة الخليجية الأمريكية، والقمة العربية الإسلامية الأمريكية، التي استضافتها المملكة، مطلع الأسبوع الجاري.
وأكد (خلال اجتماع مجلس الوزراء، الاثنين، 22 مايو 2017، المنعقد في قصر اليمامة بالرياض) أن "ما شهدته القمم من مباحثات ولقاءات جسَّد الحرص الشديد من جميع الدول المشاركة والعزم على كل ما يسهم في مواجهة مختلف التحديات وتثبيت أسس السلم والأمن والاستقرار"، وقال إن "الاتفاق التاريخي الذي أبرمته دول مجلس التعاون مع واشنطن على اتخاذ إجراءات صارمة لاستهداف تمويل الإرهاب، عبر تأسيس مركز في مدينة الرياض لاستهداف تمويل الإرهاب، جاء امتدادًا للجهود المبذولة في محاربة الإرهاب، وهو مبني على الجهود القائمة في هذا الصدد".
وأوضح أن ما تم نقطة تحول في العلاقات بين البلدين، لا سيما الإعلان عن "إطلاق المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف الذي جاء بهدف نشر مبادئ الوسطية والاعتدال ومواجهة التغرير بالصغار، وتحصين الأسر والمجتمعات، ومقارعة حجج الإرهابيين الواهية، لأن التطرف يولِّد الإرهاب"، إلى جانب استعراض للعلاقات التاريخية بين البلدين والسبل الكفيلة بتعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات، وبحث مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والعالم، والجهود المبذولة لاستقرار وأمن المنطقة".
وتابع: "التوقيع على إعلان الرؤية الاستراتيجية المشتركة، وتبادل عدد من الاتفاقيات التجارية والفرص الاستثمارية بين البلدين التي تفوق قيمتها الإجمالية 280 مليار دولار، وما تم من مباحثات بين كبار المسؤولين في البلدين، ومنتديات اقتصادية؛ ستنتقل بالعلاقات من البعد الاستراتيجي والشراكة إلى مستوى تكثيف عمليات التشاور والتعاون والتنسيق في مختلف المجالات".
وأعرب خادمُ الحرمين عن تقديره لما أبداه الرئيس ترامب من مشاعر فياضة تجاه الروح الطيبة والتعاون الكبير الذي ساد الاجتماعات بين البلدين، وما شهدته الزيارة من توقيع اتفاقيات تاريخية بينهما، وما عبّر عنه من شكر للمملكة -حكومةً وشعبًا- على ما أُحيط به والوفد المرافق من حفاوة استقبال وكرم ضيافة، وعلى استضافتها القمة العربية الإسلامية الأمريكية.
وأوضح وزير الثقافة والإعلام د. عواد بن صالح العواد، أن مجلس الوزراء أكد أن استضافة المملكة للقمة الخليجية الأمريكية، والقمة العربية الإسلامية الأمريكية التاريخية غير المسبوقة، يجسد ما تحظى به المملكة العربية السعودية من تقدير على المستوى الدولي، وما تتسم به من حرص شديد على تعزيز أواصر التعاون بينها وبين الدول الشقيقة والصديقة، وما تمثله من دور محوري في مواجهة الإرهاب والتطرف، وإنهاء الصراعات المختلفة في المنطقة، وجهودها المشهودة في كل ما من شأنه تعزيز الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة والعالم.
وشدد مجلس الوزراء على المضامين القيمة لكلمة خادم الحرمين الشريفين أمام القمة العربية الإسلامية الأمريكية، التي بين فيها أن القمة تنعقد في وقت شديد الأهمية وبالغ الخطورة، واهتمام فخامة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية وحرصه على توثيق التعاون مع العالم العربي والإسلامي، وما اشتملت عليه من تشديد على مسؤولية الدول العربية والإسلامية أمام الله ثم أمام الشعوب العربية والإسلامية أن يتحد الجميع لمحاربة قوى الشر والتطرف أيًّا كان مصدرها امتثالا لأوامر الدين الإسلامي الحنيف.
ورحّب المجلس بما تضمنته الكلمة من تعزيز قيمة السلام والوسطية والاعتدال. كما أشاد بما أكدته حول مختلف الجهود للقضاء على الإرهاب والتطرف، وأهمية تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتكثيف الجهود لحل الأزمة السورية، ورفض الإضرار بعلاقات الدول الإسلامية مع الدول الصديقة، واستغلال الإسلام كغطاء لأغراض سياسية تؤجج الكراهية والتطرف والإرهاب والصراعات الدينية والمذهبية كما يفعل النظام الإيراني والجماعات والتنظيمات التابعة له وغيرها من التنظيمات الإرهابية.
وأكد المجلس أن إعلان خادم الحرمين الشريفين إطلاق المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف (اعتدال) وتدشينه المركز بمشاركة الرئيس دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية وأصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة ورؤساء وفود الدول المشاركة في القمة العربية الإسلامية الأمريكية، تجسيد لجهود المملكة الكبيرة، واستمرارها في حربها ضد الإرهاب، وعزمها في القضاء على التنظيمات الإرهابية، حيث سبق وأن شكلت في خطوة رائدة لمحاصرة الإرهاب "التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب".
ونوّه المجلس بتبادل مذكرة التفاهم بين دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة الأمريكية لتأسيس مركز لاستهداف تمويل الإرهاب، والذي مثل دول مجلس التعاون الخليجي في تبادل مذكرة التفاهم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف (ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية) ومثل الجانب الأمريكي وزير الخارجية ريكس تيلرسون.
وقدر مجلس الوزراء ما أبداه الرئيس ترامب في خطابه أمام القمة من تشديد على ضرورة القضاء على الإرهاب وتجفيف منابعه، وأن أمريكا تسعى نحو السلام وليس الحرب، وما تضمنه الخطاب من نقل رسائل صداقة وأمل وحب، ومن أجل ذلك كان اختياره في أول زيارة له خارج بلاده للمملكة العربية السعودية، قلب العالم الإسلامي وقبلته، وراعية الحرمين الشريفين.
وأشاد المجلس بما أكده الرئيس ترامب من أن رؤية بلاده تتمثل في سلام وأمن ورخاء هذه المنطقة وجميع أنحاء العالم، وتهدف إلى تحالف الأمم والشعوب المشاركة بهدف التخلص من التطرف واستشراف المستقبل، وتشكيل شراكات جديدة من أجل تعزيز السلام والاستقرار في الشرق الأوسط والعالم.
وثمّن مجلس الوزراء "إعلان الرياض" الصادر عن قمة الدول العربية والإسلامية والولايات المتحدة الأمريكية، التي جاءت بناء على دعوة من خادم الحرمين، بمشاركة قادة وممثلين لـ55 دولة عربية وإسلامية مع الولايات المتحدة الأمريكية، وما تضمنه البيان من شكر وتقدير القادة لمبادرة خادم الحرمين، بالدعوة لهذه القمة التاريخية، وتقدير لزيارة الرئيس ترامب للمملكة.
ونوّه المجلس بما تضمنه إعلان الرياض تجاه الشراكة الوثيقة بين قادة الدول العربية والإسلامية وأمريكا لمواجهة التطرف والإرهاب، وما تم الاتفاق عليه من سبل تعزيز التعاون والتدابير التي يمكن اتخاذها لتوطيد العلاقات والعمل المشترك، وتعزيز التعايش والتسامح البناء بين مختلف الدول والأديان والثقافات، والتصدي للأجندات المذهبية والطائفية والتدخل في شؤون الدول، بالإضافة إلى أهمية تعزيز العمل المشترك لمواجهة القرصنة وحماية الملاحة، وأهمية متابعة برامج وأنشطة مجالات الشراكة بين العالمين العربي والإسلامي والولايات المتحدة الأمريكية.