الغامدي: أمور ثلاثة أجمع #العلماء على أثرها بالقلوب

مكة المكرمة: أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ د. خالد الغامدي المسلمين بتقوى الله عز وجل والعمل على طاعته وإجتناب نواهيه.

وقال في خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، إن معرفة الله نوعان: معرفة إقرار وإعتراف وهذة إشترك الناس فيها كلهم حتى المشركون، لكنها لم تنفعهم في النجاة والفلاح لإنها معرفة باردة هامدة لم تثمر لهم التوحيد ولم تحرك قلوبهم إلى الله تعالى وحبا وإخلاصا، والنوع الثاني هي معرفة خاصة زائدة على مجرد إقرار بإمتلاء القلب بتعظيم الله وإجلاله الذي يستلزم إفراد الله بالتوحيد والمحبة والخشية والتوكل، ويشعر العبد بالقرب من فاطره ومولاه، فلا يخشى إلا الله ولا يخاف إلا ربه ولا يرجو إلا الله ولا يتذلل إلا إلى مالك أمره، وليس له هم ولا شغل إلا في رضا ربه سبحانه فتصفو له الحياة ويطيب له العيش، ولا يأسف على فائت ولا يفرح بآت ولا تزعجه الأحداث ولا تقلقه الكروب ولا يستخفنه الذين لا يوقنون.

وأضاف فضيلته إن أعظم ما يعين العبد على تحقيق المعرفة لله وقوة التعلق به ورسوخ الإيمان به واليقين أمور ثلاثة أجمع العلماء على عظيم أثرها على القلوب لمن حرص عليها وداوم وأستمر حتى يفتح له الباب فيسطفيه ربه ويجتبيه، أول هذة الأمور دوام النظر والتدبر والتفكر بآيات الله المتلوة والمسموعة آيات القرآن الكريم فهى من أجل أسباب حصول الإيمان واليقين والمعرفة والمفيد النافع هو إحضار القلب حين تلاوة القرآن الكريم على مكف وترتيل وتدبر الآيات والتفكر في معانيها وحسن الفهم لمقاصدها ودلالاتها وهذا أنفع ما يكون للقلوب والأرواح، والأمر الثاني دوام النظر والتأمل والتفكر في آيات الله الكونية المشاهدة في ملكوت السموات والأرض وبديع خلق الله في الأنفس والآفاق، فإن ذلك يورث للعبد اليقين وقوة الإيمان والمعرفة بالرب سبحانه وقد سلك هذا الطريق أنبياء الله ورسله والصالحون من عباده، والأمر الثالث دوام ذكر الله بالتسبيح والتهليل والتكبير والتحميد والإستغفار في كل الأوقات فإنه الحصن الحصين الذي يحمي العبد من الآفات والشرور وتثمر في القلوب محبة الله والإنابة إليه والإخلاص له سبحانه وإستحضار قربه ومعيته ويثمر في العبد أيضا قوة في بدنه وقلبه وعقله ونشاط وحيوية في جوانحه وعمله، فإن ذكر الله حياة القلوب والأرواح والأبدان.