هل الهلال فريق الحكومة؟

علاقتي بالكورة انحصرت في الهلال والنصر. أتحمس لمباراة الفريقين وأتابعها وأتابع أيضاً نتائجهما في الدوري وأتابع مسيرة الفريقين في المسابقات الأخرى على حس المنافسة بينهما فقط. لا يعود الأمر إلى تحيز لأي من الفريقين بقدر من أن مباريات الفريقين والمنافسة بينهما تشكل جزءاً عظيماً من ذكرياتي الموغلة في الحنين. كأني أسمع أغنية لسعد إبراهيم أو فهد بن سعيد أو سلامة العبدالله. قبل المضي في التحقق من حكومية الهلال علي أن أشير إلى حقيقة المنافسة بين الهلال والنصر. في الأصل هي منافسة بين الأمير عبدالرحمن بن سعود -رحمه الله- وبين جماهير الهلال وإعلامه. ذكريات طريفة سوف أسردها في مقال آخر مستقبلاً.

يطلق على الهلال فريق الحكومة من باب التعيير. الفريق المدلل وصاحب الحظوة عند المسؤولين في الدولة. تنسب مكاسبه غالباً إلى هذا التحيز الذي لا ينقطع. الهلال في نظر المنافسين يتقلب في الدلال حسب الحالة. مرة تسمع من يقول إن الهلال يسيطر على لجنة الحكام، ومرة يسيطر على اتحاد الكرة، وأخرى يسيطر على هيئة الرياضة. وبالطبع يسيطر على الصحافة والإعلام. لكن قبل أن نؤكّد هذه المعلومة أو ننفيها علينا أن نتعرف على هذا الشيء الذي اسمه (حكومة). مم يتكون هذا الشيء وما هي مادته؟

لا أظن أحداً سيقول المباني والسيارات والتجهيزات. العاقل سيقول مجموعة من البشر في مراتب مختلفة ومسؤوليات متنوعة.. قليل من النساء وكثير من الرجال وأعمارهم مختلفة. هؤلاء البشر الذين تتشكل منهم الحكومة هم مواطنون سعوديون بالتأكيد. بالإضافة إلى وظائفهم في أوقات دوامهم تفرض عليهم بشريتهم أن يكون لهم أقارب وأصدقاء وشلات ومعارف واهتمامات وسهرات وهوايات يتابعونها ببرود أو بشغف. تنتابهم العواطف والميول والمحبة والكره والعناد وكل المشاعر التي تنتظم حياة الإنسان الطبيعي. بعضهم مغرم بالكورة وبعضهم مغرم بالفن وبعضهم يحب السفر والترحال وبعضهم يحب الطبخ أيضاً. بل ستجد بينهم خامل العواطف يكره الفن والرياضة معاً. كرة القدم في المملكة سيدة الاهتمامات الشعبية دون منافس. ليس غريباً أن يتوفر بين أعضاء الحكومة من يحب الكورة وهذه المحبة تفرض الميل لفريق محدد.

انحياز الحكومة للهلال يعني أن الهلال متغلغل في قطاعات الحكومة أكثر من غيره من الفرق. بعبارة أدق أن ممثليه في الحكومة أكثر من ممثلي غيره من الفرق. من يردد أن الهلال فريق الحكومة يؤكّد بطريقة غير مباشرة أن الهلال صاحب الجماهيرة الأكبر في المملكة. ثمة فرصة واحدة تجعل من انحياز الحكومة مع الهلال عياره. إذا استطاع أي أحد أن يثبت دون أن يجنح للسخف أن رئيس الهلال يشرف أو يصادق على تعيين موظفي الحكومة.

بقلم: عبدالله بن بخيت - الرياض