مدريد: العزلة والعجز والفراغ.. 3 أسباب رئيسية لاكتئاب المسنين الذي يصيب كثيرا من كبار السن، خاصة بعد إحالتهم إلى التقاعد وتوقفهم عن العمل.

وتفرق أستاذة علم النفس بجامعة الأزهر الدكتورة هناء أبوشهدة بين أنواع الاكتئاب التي تصيب كبار السن، وتتراوح بين العرَض العابر والمرض المزمن.

وأوضحت الدكتورة هناء، أن قلة العمل هي السبب الأول لإصابة كبار السن بالاكتئاب؛ فالجلوس في المنزل دون أداء وظائفهم المعتادة يجعلهم يشعرون بالضيق والملل والدونية، فيصبح الشخص أكثر عصبيةً.

وأضافت، أن العزلة سبب آخر لاكتئاب كبار السنين، لا سيما من فقدوا شريك حياتهم وتزوج الأبناء ورحلوا عنهم، وكذلك الشعور بالعجز وعدم القدرة على الاعتماد على النفس في أبسط الأمور الحياتية، كتناول الطعام والاستحمام.

وأشارت إلى أن اكتئاب المسنين يتراوح بين العرض العابر الذي يمكن تجاوزه في وقت قصير ببعض الدعم المعنوي من جانب الأسرة والأصدقاء والبحث عن أنشطة جديدة لقتل الوقت، وبإمكانه أن يتحول إلى اكتئاب مرضي تختلف درجات شدته وأعراضه.

وتابعت الدكتورة هناء: "إذا أعاق ذلك الشعور الفرد عن أداء مهام الحياة فإنه تحول بذلك من عرض إلى مرض، كأن يمتنع الشخص عن تناول الطعام والشراب، ويفقد القدرة على النوم، ويهمل في ذاته وفي نظافته الشخصية، ويرفض التفاعل مع من حوله، وربما يفكر في الانتحار".

وأضافت، أنه من الممكن أن ينتج عنه كذلك أضرار جسدية، مثل الفشل الكلوي نتيجة قلة المياه التي تدخل الجسم. وهنا يجب أن يخضع للعلاج الجسدي أولاً لإنقاذ صحته قبل أن يخضع للعلاج النفسي.

وأشارت إلى أن العلاج يتطلب الدعم النفسي والعلاج الدوائي في الحالات الأشد خطورةً التي وصلت إلى درجة "الاكتئاب الداخلي"، وهو من أنواع الاكتئاب، يتميز صاحبه بضعف النشاط التفاعلي مع البيئة، وفقدان الاهتمام بالحياة، وبعض الأعراض الجسمية، مثل البطء الشديد، وأرق منتصف الليل، والشدة مع الذات، ونقص الوزن، والاستيقاظ المبكر، والشعور بالذنب، والتفكير في الانتحار.

و"الاكتئاب" هو موضوع حملة يوم الصحة العالمي لهذا العام الذي تم إحياؤه 7 أبريل الجاري. وتستهدف منظمة الصحة العالمية في حملتها للتوعية ضد الاكتئاب 3 فئات رئيسية؛ منها المسنون؛ حيث يشيع الاكتئاب وسط هذه الفئة.