طوابير التوظيف ماذا تعني؟!

حين يُعلن عن وظيفة حكومية، نجد أن المتقدمين يصل عددهم الآلاف، ويصل أضعاف الحاجة المطلوبة، كما حدث قبل أيام حين تقدم "الشباب" لوظائف حكومية، نفس الشيء ينطبق على الوظائف النسائية، واللاتي على قوائم الانتظار للوظائف التعليمية يفوق المنتظرين لقرض الصندوق العقاري، نتحدث عن آلاف أو مئات الآلاف، لنلقي نظرة على تقرير الإحصاءات العامة كم عدد العاطلين عن العمل، يقول التقرير المنشور بموقع الهيئة العامة للإحصاء حتى الربع الثالث من 2017، إن عدد العاطلين هو 693،784 سعودياً من الجنسين وهذا يشكل نسبة 12،1% من حجم القوى العاملة بالمملكة البالغ 5،715،363 سعودياً وسعودية فوق 15 سنة ويشكلون 42% من إجمالي السعوديين، منهم 254،108 ذكور أي ما نسبته 36% والإناث عدد العاطلات 439676 أنثى أي ما نسبته 64%، لست بصدد تحليل الأرقام والبطالة وصحتها، بما إنها صدرت من جهة رسمية معتمدة إذ التزم بما أعلنت الهيئة، رغم اختلافات الأرقام لبعض الجهات سواء حكومية أو خاصة، ولكن سأعتمد على الهيئة فقط وهي الجهة المعتمدة رسمياً من الدولة، ويؤخذ بأرقامها وهي مسؤوليتهم بالطبع.

السؤال الآن، لماذا هذا الإقبال المنقطع النظير على الوظيفة الحكومية؟ هل هو الأمان أولاً فقط؟ وهل المعيار هو الوظيفة الحكومية؟ أم هي قدرات المتقدمين التي تقبل الجهات الحكومية مستوى تعليمياً أقل وفق الوظيفة المتقدم لها؟ هل هو صعوبة وجود وظائف متعددة ومتنوعة للمرأة وانحساره بالتعليم أو الصحة، وضيق الفرص بالقطاع الخاص؟ هل هو ضعف قدرات المتقدمين وعدم الوثوق بقدراتهم وكفاءاتهم؟ خاصة أن القطاع الخاص يقدم رواتب تفوق الحكومي كثيراً، ونسمع برواتب 20 ألفاً و30 ألفاً و50 ألفاً وغيره؟ هل هو بسبب ضغط القطاع الخاص بتحقيق الأهداف، والطبيعية النمطية للحكومي لا يفصل من العمل ومستمر على أي حال؟ أسئلة كثيرة تطرح، وحين يتفوق الحكومي بالمميزات "المريحة" بلاشك لن يكون هناك جاذبية للعمل بالقطاع الخاص، خاصة حين يكون يحقق متوسط دخل مقبول لا يقل عن 7 أو 8 آلاف ريال الجانب الآخر، لماذا تسيطر فكرة العمل الحكومي أكثر من اقتحام العمل الخاص والحر؟ وهو مصدر المال وتحقيق الأهداف والطموحات، ونحن نشتكي من التستر ونذهب للوظيفة؟! وأقدر أن الكثير يشتكي العوائق، ولكن هل يوجد عمل بلا تحدٍ وعوائق؟ نحتاج العمل على تنمية ثقافة العمل الحر والخاص، سنكمل.

بقلم: راشد محمد الفوزان - الرياض