النصر.. لجماهير النصر

كان هدفا غير شرعي ذلك الذي ولج مرمى النصر وانتهى به نهائي كأس ولي العهد، تسلل المهاجم المصري محمود عبدالمنعم "كهرباء" ولم توقفه راية الحكم المساعد، هذا لم يمنع من تهنئة النصراويين للاتحاديين، كل رياضي فرح بعودة "العميد" وفرح لإدارته الطيبة المخلصة التي واجهت أنواع الظروف القاسية في موسم استثنائي.

النصر خسر بيده لا بيد عمرو، النصراويون لم يتحدثوا كثيرا عن التحكيم' لأن الأخطاء كانت جماعية، احتفلوا باكرا باللقب، أبعدوا المواهب الواعدة واللاعبين الأكثر جاهزية في مقابل منح الفرصة لمنقطعين ليقطفوا الثمار ويحملوا الكأس!!.

تنتقد عمل الإدارة فيعيدونك لذكرى "متصدر لا تكلمني"، تطالب بمحاسبة محمد السهلاوي وعبدالله العنزي ويحيى الشهري فيحدثونك عن براعتهم قبل عامين، وتتساءل ماذا يقدم فيكتور أيالا فيذهبون بك لبداية الموسم والنقاط الـ12 التي (كانت) سببا في حصد الفريق لها بالدوري!!.

الماضي شيء والحاضر شيء آخر، إدارة النصر حصلت على أنواع التقدير حين بنت فريقا بطلا، وسجلت حضورا لافتا، لكنها اليوم تتسبب بصورة مباشرة في فقدان مكتسباته، تعامل غير احترافي مع الأجهزة الفنية، وتدخلات غير مقبولة في عمل المدربين، ومجاملات ومحاباة لأسماء على حساب مواهب ولاعبين أكثر عطاء وجاهزية واستحقاقا لا رتداءالشعار، لم توفق في اختيار الأجانب، باستثناء المدافع برونو، الثلاثي أيالا وتوماسوف وتوميتشاك غير فاعلين، المطالبة بمهاجم أجنبي كانت من الجميع قبل بداية الموسم، وتكررت قبل فتح باب التسجيل للفترة الشتوية، الاعتقاد بأن السهلاوي وحده قادر على ملء مركز الهجوم خطأ فادح، السهلاوي كان يغضب عند التعاقد مع أي مهاجم أجنبي، وحين يكون وحيدا يخذل جماهيره أيما خذلان، حتى في وجود ماجد عبدالله تعاقد النصر مع التونسي رؤوف بن عزيزة ولويزينيو (سجل الهدف الثاني في الهلال في آخر مباراة بالدوري 1400)، والغاني أوهين كيندي (ساهم في بطولتي دوري 1414 - 1415) وغيرهم، برعوا وكان ماجد نجما كذلك على الدوام.

حزنت كثيرا على جماهير النصر وهي تغادر مهزومة، وهي التي جاءت لتحتفل، الاتحاد لا يملك أموال النصر، لكن إدارته لا تعرف المجاملات، ركزت على استقرار الجهاز الفني، جلبت أجانب فاعلين، حققت العدل وتعاملت بصدق مع اللاعبين، فحضرت روح "العميد".

لا تجردوا إدارة النصر من إنجازاتها السابقة، لكن يبدو أنها اليوم قدمت كل ما لديها، بات التغيير مطلبا ملحا لاستعادة التوازن وإنقاذ ما يمكن إنقاذه فالنصر ملك جماهيره الكبيرة العاشقة، ولا يتوقف إطلاقا على شخص واحد.

بقلم: عبدالله الفرج - الرياض