كيف تنتصر على عدوك الحميم "نفسك"

نيويورك / "يا له من يوم رائع حين نوقع معاهدة سلام مع الحياة! فكر فى الطاقة التى نهدرها كل يوم فى مجاهدتنا ضد الناس والأحداث، من المفترض لنا أن نستغل هذه الطاقة لنستمتع بحياة خلاقة وفعالة.."، هذا جزء من مقدمة كتاب "العدو الحميم.. كيف تفوز فى الحرب الدائرة بداخلك" لكل من "جاى فينلى وإلين ديكستاين"، والذى ينتمى بقوة لكتب "التنمية البشرية".

الكتاب ينطلق من دعوتك لتتأمل فيما تفكر فيه عادة على أنه سبب الألم أو الشعور بعدم الرضا فى حياتك، ربما يكون صديقا خائنا، أحوالا مالية متقلبة، بيئة عمل صعبة، أو ربما مشكلة فى الماضى لا تزال تعذبك، ولماذا لا تزال هذه المعاناة باقية رغم كل ما فعلته لتدفع بها خارج حياتك؟ كما أن الكتاب يطرح السؤال الخطير وهو: لماذا يبدو الاستمتاع ببساطة بالحياة صعبا للغاية هكذا؟

هناك إجابة لهذا السؤال، تمحو على الفور ظلمة ألف إخفاق، وتمدنا بطريق يؤدى إلى الرضا الدائم، والسعادة المتجددة ذاتيا، شاهد مدى السرعة التى تتغير بها حياتك بأكملها للأفضل بعد أن تكتشف هذه الإجابة السرية! إليك تلميحا. كل شيء يتوقف على إدراكك لهذه الحقيقة البسيطة "التحرر مما لا ترغب فيه يبدأ بالتنبه لما هو مرئى بداخلك"، فالعدو المتسبب فى مشكلات حياتك ليس هو أو ما تعتقده، إنه لا يحيا خارجك، وإنما يقطن داخل عقلك الحالى، و بدون علمك، تسكن شخصيات نفسية غير مرئية كيانك الداخلى، وتتخذ خيارات لك، خيارات تعمل ضد مصالح حياتك الحقيقية.

وتقول "جاى فينلى" إن اكتشاف الذات، والمعرفة الذاتية الجديدة التى تنتج عنها، لا حدود له، فلا توجد لحظة واحدة بلا إمكانية لشيء أسمى ينفذ إلى الروح، ومن ثم يكشف أن كل شيء كان فيما مضى لم يعد كذلك، لأن هناك شيئا أعظم يحتل مكانه الآن.

هذا يعنى أنه ليست هناك نهاية لما هو أسمى، لما هو أعلى منك على الدوام، وأن أساس الحالة غير المحدودة للذات ينتظرك بداخلك. بينما يبزغ عليك فجر أكبر الاكتشافات، يتضح على ضوئه أعظم سر على الأرض. ليست الحياة سوى حركتها بداخلك، وهذه الحياة تتحدث بداخلك، بمعنى آخر، حياتك الفعلية هى رحلة داخلية.

بينما تبدأ فى مواءمة نفسك مع الاتجاه السرى للحياة، فإن خبراتك بها، وبنفسك تتبدل، ببطء ولكن بثبات، يتخلل نوع كامل، وجديد من المتعة ما اعتدت على أن يكون حتى أكثر لحظاتك عادية. يزول الملل من الحياة ببساطة من الوجود بالنسبة لك. فأنت لم تعد قلقا حيال ما يفترض أن تفعله بحياتك، لأنك بدأت أخيرا فى إدراك أن الحياة لديها خطط مسبقا من أجلك فقط.


صدقنى ليست هناك قوة أعظم من معرفة أن كل شيء تجلبه الحياة إليك هو من أجلك أيضا. بينما تصبح هذه الحقيقة المذهلة واضحة لك فإن الأعداء القدامى إما يختفون وإما يتحولون إلى حلفاء لك. الطاقات النفيسة التى أهدرت فيما مضى فى دفاع عن النفس غير ذى جدوى تتحول إلى طاقات جديدة لمزيد من استكشاف الذات ولكن هذه هى حقا مجرد البداية. بتعلمك التعاون مع ما تريده الحياة لك، والذى هو مساعدتك على إدراك شخصك الجديد الذى كنت تسعى إليه طوال الوقت، فإن انتصارك على العدو الحميم يكون مؤكدا.