السينما أم المناهج؟!

أيهما أهم: فتح دور للسينما أم تطوير المناهج الدراسية؟! أيجب أن تكون الأولوية للحفلات الغنائية أم لمراكز التأهيل والتدريب؟! هل المطالبة بالمسرح مقبولة، في ظل غياب مؤسسات اكتشاف المواهب؟! لماذا تطغى المطالبة بقيادة المرأة للسيارة على المطالبة بإيجاد حل جذري لنقل المعلمات؟!

هذه الثنائيات غير مفهومة عند بعض المتابعين لتطور المجتمع السعودي. وهؤلاء يرون أن لا علاقة للسينما بتطوير المناهج، وأن كل ملف من هذين الملفين، له ظروفه ومعطياته، وأن نقاش أي منهما يتطلب فضاءً مختلفاً ومستقلاً عن الآخر. وأكثر ما يصدم المتابعين أن الرأي الشخصي لمعظم الذين يسألونهم عن السينما، هو مع وليس ضد.
 
كما أن معظم الآراء الشخصية لمعظم من يتم سؤالهم عن تطوير المناهج، هو أيضاً مع لكن المجتمع بشكل عام ضد السينما وضد تطوير المناهج، وكأن هناك من يخلق هالة اسمها «الضد» في هذين الشأنين، وفي كل الشؤون التي لها مساس بتحول المجتمع. وهي هالة لمصلحة فريق، وليست لمصلحة مجتمع.

الحقيقة التي نعرفها جميعاً، أن هذه الهالة كانت تحرّم معظم ما هو متوافر حالياً من أنماط حياتية اجتماعية أو تقنية أو استهلاكية، وربما أكثر الذين يستفيدون منها اليوم، هم أصحاب الهالة نفسها، مما يؤكد أن هناك نظرة قاصرة تجاه بعض الأنماط المتطورة التي ترى اليوم أنها قد تفسد المجتمع، في حين أنها قد تجعله يسير في طريق أفضل.

بقلم: سعد الدوسري - الجزيرة