خطيب المسجد الحرام: أخلاق #الإسلام ربانية المصدر وليست آراء بشرية

مكة المكرمة/ أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح بن محمد آل طالب، المسلمين بتقوى الله وإصلاح العمل، وقال في مستهل خطبته، الجمعة (13 يناير 2017)، إن القيم مبادئ في الحياة، ومظاهر في السلوك، وهي جزء من عقيدة أي مجتمع، والفضيلة والأخلاق والمبادئ قيم مطلقة في ديننا الحنيف، تستمد أصولها من شريعتنا الغراء.

وأكد أن أخلاق الإسلام ليست رأيًا بشريًّا، ولا نظامًا وضعيًّا، ولكنها ربانية المصدر، عبادية المقصد، يراد بها وجه الله ورضوانه، تملك على المسلم قلبه فيدفعه إليها إيمانه، وهي ثابتة كاملة لا تتردد فيها الأسوة والقدوة "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة".

وأضاف أن من فضل الله على الأمة المحمدية أنها تمسكت بدين ربها، والتزمت شرعته، مع تطاول القرون وعوادي الزمان، مشيرًا إلى أن من سنة الله في خلقه أن يعتريها الضعف والنقص ما بين فترة وأخرى.

وقال الشيخ صالح آل طالب، إن التغير والتغيير سمة بشرية ومظهر من مظاهر الحياة، ولكن الفتنة والبلاء حين يبدل الحق بالباطل والمعروف بالمنكر والفضيلة إلى ضدها.

وأشار إلى أن حياة المؤمنين المتمسكين بدينهم محفوفة بالمخاطر، وتزيد المخاطر بانفتاح الإعلام بكل قنواته المتنوعة ووسائل التواصل الاجتماعي غير المنضبطة وتسلط أهل الشر، والدعوة إلى الله لا تنتعش في مجتمع مستهتر بالقيم غارق في الشهوات، فأي أمة تفرغ من عقائدها وأخلاقها فإن ديانتها متلاشية ولا يبقى منها سوى الاسم.

ونوّه آل طالب إلى أن الأعداء يصفون المجتمعات المسلمة بالتطرف والإرهاب، ويضخون التفسيق القسري باسم التحديث والانفتاح وغايته سلخ المجتمعات من هويته الإسلامية.

وذكّر أن بناء الشخصية المسلمة للمجتمع وتحصينه ضد محاولات الهدم والتخريب تستدعي ضرورة العمل الجاد في الدعوة إلى الله، وأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر صمام الأمان لهذه الأمة، كما أن أي تغيير ثقافي واجتماعي لا بد أن ينبع من داخل المجتمع المسلم وأن يلتزم ثوابت الدين وأسس الهواية.

واختتم الخطبة بضرورة اليقين عند إطباق الأفق وحلكته بقوله: "تظهر حقيقة اليقين بالله في مراحل الضعف، وإنما يكون اليقين للواثق بالله مهما حلك الظلام واشتد الضيق وتكالبت الخطوب".