مليون وظيفة.. ومليون سكن

هذه الأرقام متحفظة، لأننا حين ندقق أكثر سنحتاج أكبر من هذا الرقم حقيقة، وهذا احتياج اليوم على الأقل، وهناك نمو سنوي سكني لا يقل عن 120 ألف وحدة سكنية، والوظيفية لا تقل عن 300 ألف وظيفة.

ولننظر لعدد الطلاب والطالبات تفصيلا، فعدد طلاب الابتدائي ٢،٣٥٦ مليون عدد المتوسطة ١،١٤٠ مليون عدد الثانوي ١،٠٢٤ مليون عدد طلاب وطالبات الجامعات ١،٣٧٩ مليون، وحين ننظر لعدد طلاب وطالبات الجامعات نجد أنه سنويا سيكون لدينا مخرجات جاهزة للعمل 300 ألف على الأقل، ناهيك عن من يكمل بعد الثانوي في معاهد أو جهات أخرى أو قد لا يكمل وهم برقم أيضا كبير فليس كل خريج ثانوي يذهب للجامعات، وهذا يعني سوق عمل عليه أن يستوعب مابين 350 إلى 400 ألف باحث عن العمل جديدا سنويا، أما السكن فحين نجد مخرجات الجامعات سنويا تقارب 300 ألف من الجنسين يعني ما يقارب 150 ألف طلب لزوجين جدد باحثين عن سكن، ناهيك عن تخرج من الثانوي وذهب لمسار آخر غير جامعي سواء أكمل أو لم يكمل، وهذا يعني بتقديري أن هناك على الأقل طلب 150 ألف وحدة سكنية جديدة سنويا، يضاف لقوائم الانتظار التي تبحث عن سكن.

يجب أن ننظر لطلب اليوم، والطلب المتوقع سنويا أي النمو، لأننا يجب أن نتحرك باتجاه ليس كل قوائم الانتظار فقط، بل أيضا احتساب ومراعاة الطلب السنوي المتوقع والذي لا يتوقف، مما يضع وزارة الإسكان ووزارة العمل أمام تحديات كبيرة وحقيقة، وبفاعلية وسرعة أعلى من المتوقع للطلب وأيضا قوائم الانتظار التي ستكون قاضية على أي تحسن أو تقلص في قوائم الانتظار، وهذه تحتاج لخطط استراتيجية لا أبالغ حين أقول لا تقل عن 20 سنة أو 30 سنة وعلى ذلك يجب التخطيط، وحين تتأخر أو تتأجل هذه المشروعات تصبح ككرة ثلج تكبر مع الزمن مما يصعب حلها وتصبح مزمنة بلا حلول ممكنة خلال فترات زمنية قصيرة، وهذا يتطلب فاعلية وشراكة كبيرة بين وزارة الإسكان ووزارة العمل والقطاع الخاص ككل، مع مسار مهم وهو "التوعية والوعي" للجمهور بفهم احتياجاته بقدر قدرته واستطاعته، والأهم ثقافة العمل والسكن تكون واقعية لا تجارية وتدغدغ الأحلام أو غير الواقع، لأن الاستمرار بحلول تجارية رغبة الجمهور وهو غير قادر فعليا سيضع الفجوة مستمرة بلا حلول ولن تحل. مسار الحلول للوزارات لا يكفي بدون دور فعال وفاعلية من المتلقي صاحب الشأن أيضا بأن يعمل من الصفر وحتى تحت الصفر لكي يبدأ سلم النجاح من الأسفل لا أن يصعد السلم من أعلى، ونبتعد عن العاطفة والعواطف الجياشة التي استغلها البعض في خلق الوهم للجمهور بأن كل شيء يمكن أن يحصل عليه وهذا غير واقعي، والواقع يشهد.

بقلم: راشد محمد الفوزان - الرياض