لماذا نحن هكذا؟

تلقى اتصالاً من مكتب استقدام مع أنه لم يتعامل مع هذه المكاتب منذ فترة طويلة، المفاجأة أن الاتصال من صاحب المكتب يطلب فيه رقم الحساب المصرفي لصاحبنا!

لماذا؟ لأن المكتب اكتشف أن لديه مبلغاً متبقياً من المال لصاحبنا ويود إعادته له. لم يصدق فهذه من النوادر ليس من مكاتب الاستقدام بل من العموم، حتى الأجهزة الرسمية فلحصول المواطن على حقوق، خصوصاً استرجاع أموال مسألة دونها مطالبات وإجراءات، «وهات وجب ورح» وربما وساطات.

فكر صاحبنا ربما تكون لعبة احتيالية، بحث وتذكر أن له تعاملاً قديماً مع هذا المكتب، حصن حسابه المصرفي وتجاوب، وبالفعل تم إيداع مبلغ من المال في حسابه. مناسبة القصة أن صاحبنا مستغرب وأنا مثله، من النادر أن يتصل عليك أحد، سواء أكان شخصاً قريباً أم بعيداً أم جهة خاصة أم عامة ليعيد أو تعيد لك حقاً.
الاتصال بنسبة 99.8 يكون بسبب أن هناك شبهة حق عليك!

على «واتساب» تدور قصة منسوبة لطالب طب سوداني درس في أرلندا، لا أعرف مدى صحتها لكنها تعبر عن حقيقة نعرفها ولمسها الكثير منا هنا وهناك.

يومياً في طريقه من وإلى كلية الطب يمر على بقالة تبيع فيها سيدة أرلندية ليشتري قطعة كاكاو، في مرة من المرات وجد كمية من الشكولاتة بالسعر القديم نفسه وكمية أخرى على رف آخر بسعر أعلى. سألها عن السبب أجابت أن الأخيرة اشترتها بسعر أعلى، رد عليها لماذا لا تخلطينها مع بعضها البعض وتبيعينها بالسعر الأعلى لتجيب عليه جواباً صاعقاً: هل أنت «حرامي»؟

وحتى لو كانت القصة مزعومة، يلمس الكثير منا فارقاً في التعاملات بين الغرب والشرق شرقنا خصوصاً، صديق لا يمل من إعجابه بصدقية بعض المواقع لشركات عالمية مشهورة بالبيع عن طريق الإنترنت، يشتري منها عبر الفضاء، أحياناً تصله سلعة فيها خدش مثلاً فيقومون بإرسال بديلة واستعادة الأولى على حسابهم.

قارن هذا بمن يعيد طلاء سيارات مصدومة ويبيعها في الوكالة على أنها جديدة! أحدهم لم يعلم أن سيارته البيضاء لونها الأصلي سماوي إلا من حادثة بعد عامين من شرائها، ثم تقرأ خبراً أن صاحب الوكالة دعم جمعية خيرية أو بنى مسجداً!

لماذا هم بهذه الصورة النقية؟ ونحن عرباً ومسلمين بالذات بصورتنا المشوهة؟

بقلم: عبدالعزيز السويد - الحياة