فرحة النصر ومستقبل الشجعان

توجهوا لجماهيرهم في مدرجات ملعب "الجوهرة المشعة" بجدة ومعهم المدرب الكرواتي زوران عقب نهاية الـ"كلاسيكو" المثير جراء فوزهم على الاتحاد فقط، فقد علا كعب النصر فوق منافسهم في ست مناسبات سابقة متتالية، وبنتائج كبيرة إحداها بنتيجة 5-صفر الموسم الماضي، وأخرى بثلاثية، الفرحة الكبيرة جاءت بعودة "العالمي" من جديد لقمة الترتيب معلنا استعداده التام لاستعادة اللقب، وعلى الرغم من ذلك لايزال يعامله كل الرياضيين على أنه البطل القادر على استعادة هيبته، حتى وهو يبدأ البطولة بنتائج ومستويات متواضعة قادته لمركز متأخر تأتي العودة التدريجية بانتصارات متتالية أهمها على الأهلي والاتحاد لتؤكد أن النصر سيكون في قلب المنافسة، والأكثر ترشحا للفوز بالبطولة متى واصل المدرب الكرواتي تطبيق قناعاته، وتوجه للاعب الأكثر جاهزية، بعيدا عن الأسماء، وواصل طرح الثقة في العناصر الشابة، كم كان شجاعا وهو يزجّ بعنصرين جديدين، واحد في التشكيل الأساسي، وآخر دخل في وقت حساس للغاية، منحته الإدارة الصلاحيات الكاملة في التعامل مع الفريق وهاهي تحصد أجمل النتائج.

تمكن زوران من الخروج من نفق البداية السيئة، والمشاكل المزعجة، صنع فريقا قويا على الصعيد الدفاعي، تنظيم رائع في وسط الملعب، وقدرة على تجاوز مشاكل الإصابات خصوصا في مركز المحور، الكرواتي قرأ خصمه جيدا، ونجح في التقليل من خطر مهاجميه وإن لم يمنع ذلك توافر فرص خطيرة للاتحاديين كانت كفيلة بخروجهم متعادلين على أقل تقدير.

الباراغوياني فكيتور أيالا صنع الفارق وهنا يسجل للاعب حضوره للمرة الثالثة في أربع مباريات، هو مثال للعنصر الأجنبي الذي يرتقي بفريقه ويخرجه من أزمات غياب المهاجمين عن التسجيل، سجل من ركلة الزاوية الأصعب في حين فشل المهاجم التونسي أحمد العكايشي الاستفادة من فرص انفرادية تحسرت عليها الجماهير الاتحادية كثيرا، وأبرزت الحارس النصراوي حسين شيعان مجددا، ومن رأى كرة الدقيقة الأخيرة التي أهدرها المهاجم البديل المصري محمود عبدالمنعم "كهرباء"، من شأنه أن يتحدث عن سوء حظ الاتحاديين؛ لكن عليه ألا يتجاهل أن النصر بعد أن حقق المهم بهدف تقدم رائع، كان قد نجح في إعادة صياغة حارسه وبات يملك ردة فعل ممتازة جعلته أكبر المساهمين في العودة بنقاط الـ"الكلاسيكو".

أما الاتحاديون فعليهم ألا يغضبوا من الخسارة تعويضها ليس صعبا في سباق طويل، تهيأت لهم فرص عدة، ولم يوفق العنصر الأجنبي أمام المرمى، الخسارة من فريق منافس وبفارق هدف وحيد وبأداء قوي حتى الدقائق الأخيرة ليس مدعاة للحزن، ولا إخراج النقاش حول الأوضاع الفنية إلى مسارات تؤثر على اللاعبين والجهاز الفني، ليحافظ الاتحاديون على فريقهم المليء بالعناصر الشابة فالمستقبل لن يبتسم إلا لصانعي المواهب وداعميها الشجعان.

بقلم: عبدالله الفرج - الرياض