متفائلون بمنتخب الوطن

التفاؤل حالة جميلة يختار عيشها الواثقون الذين يملكون الإمكانات القادرة على تحقيق ما يريدون، المنتخب السعودي يعيش اليوم حالة تفاؤل رائعة وهو يخوض غمار التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس الأمم 2027 ومونديال روسيا 2017، يواجه بعد ساعات منتخب اليابان القوي في طوكيو والآمال كبيرة بعودته بنتيجة إيجابية لا تقل عن الخروج بنقطة خارج الأرض، عاد السعوديون تسعة أعوام للوراء متناقلين تفاصيل مواجهة جمعتهم باليابان في نصف نهائي كأس آسيا 2007 التي كسبها «الأخضر» بثلاثية، تجاوزا إخفاقات الفترة السابقة المليئة بإلهزائم والفشل، كانت الجماهير السعودية غير متفائلة وتفتقد للثقة في فريقها الوطني، اليوم يبدو أننا أمام منتخب قادر على إعادة البسمة، وتسجيل الحضور الغائب في المحافل الدولية، حتى المتعصبون الذين يقدمون مصلحة أنديتهم على المنتخب انحسروا كثيرا، وهم يرون المدير الفني الهولندي بيرت مارفيك يقود الفريق بطريقته واختياراته هو من دون تدخلات ولا مجاملات، تشكيله وتبديلاته لا أحد يمكن أن يشكك في تدخلات خارجية.

ينقل لنا الزملاء الصحفيون والمصورون من معسكر المنتخب في اليابان صور جميلة تؤكد طغيان روح الأسرة الواحدة، والتفكير الخالص المنصب على مصلحة المنتخب، وهو ما يجعلنا أكثر تفاؤلا بقدرة الجهاز الفني والإداري واللاعبين على دخول مواجهة اليوم بذهنية صافية، وتركيز عالي لا تؤثر فيه منغصات الشحن الإعلامي والجماهيري الذي برز في الفترة الأخيرة، خصوصا مع ظهور نتائج لجنة توثيق البطولات السعودية، والجدل الذي صاحبها.

توثيق البطولات فكرة جميلة، وخطوة مهمة لا أحد يمكن أن يرفض إقرارها، لكني تمنيت لو أن هيئة الرياضة تريثت قبل إعلان نتائج يعلم أعضاء اللجنة رفض مؤرخين مشهود لهم بكتابة التاريخ قبل الأندية قبولها، وجاء المؤتمر الذي عقد بحضور الأمير عبدالله بن مساعد وما تضمنه من لغة متشنجة لرئيس اللجنة تركي الخليوي لتخرجه عن أهدافه المنتظرة، وفي وقت حساس جدا، تأخر التوثيق عقودا فما الذي يمنع أصحاب الفكرة من التريث حتى فراغ المنتخب من مشاركته الهامة؟!.

الملاحظ اليوم أن الأندية الرافضة لنتائج لجنة توثيق البطولات تدعمها جماهيرها والإعلام الموالي لها بقوة، خصوصا وأن المؤرخين المعروفين لا يمكن تجاهل ملاحظاتهم، البداية يجب أن تكون بوضع معايير متفق عليها من المؤرخين ومعاصري الحركة الرياضية، وكذلك الأندية والعمل بأنظمة البطولات في كل مكان.

لأنني لست مؤرخا لم أطلق آراء مع أو ضد اللجنة باستثناء اللغة التي لم يوفق في اختيارها الخليوي في المؤتمر، لكن ردود أفعال المعنيين وآخرهم الدكتور صالح بن ناصر الذي انتقد كثيرا تؤكد الحاجة لإعادة النظر في آلية عمل اللجنة.

بقلم: عبدالله الفرج - الرياض