التعامل مع وسائل الإعلام

يهتم أغلب المسؤولين في الدول التي تعتمد الانفتاح الإعلامي بالإعداد الدقيق لكل بيان أو لقاء أو تصريح أو حديث يصل منه إلى وسائل الإعلام. ذلك أن ما يؤخذ من الحديث يكون في العادة الجوانب والعبارات التي يمكن أن يكون لها صدى لدى المجتمع, والغالب أن هذه النوعية تحمل الإثارة أو الأثر الأقوى في المتلقين بشكل عام.

إن تناول أي أمر مما يهم الناس ويؤثر في معيشتهم أو مستقبلهم أو حتى معتقداتهم وشعورهم الإيجابي يصل في الغالب إلى الصفحات الأولى وصدر النشرات الإخبارية. هذه التجربة نشاهدها بشكل شبه يومي في الإعلام ووسائل التواصل المجتمعي. يمكن للقارئ أن يرجع لما يمر بنا يوميا من المقاطع واللقطات التي يكون أبطالها أصحاب الأثر في المجتمع سواء من السياسيين أو رجال الأعمال أو المشاهير أو الإعلاميين أنفسهم.

يمكن الربط بين بعض المعلومات عن الشخص والأثر الذي يتركه مقاله أو صورته أو حديثه. من أهم وسائل التعرف على سعة أثر الشخص هو عدد متابعيه, هنا يكون الوضع أكثر وضوحا. العلاقة الطردية بين عدد المتابعين وحساسية موقف الشخص تؤكدها المشاهد التي نراها يوميا.

حصل كثيرون ممن اشتهروا بسبب موقف أو حالة من التفاعل في موقف معين على المزيد من المتابعين، فأصبحوا تحت رحمة الرقابة المستمرة لكل جزئية بسيطة من حياتهم وسلوكهم. أشخاص لم يكونوا يتوقعون أن تتحول حياتهم إلى الدرامية القاتلة في بعض الأحيان ينتشرون يوما بعد الآخر.

إن الأثر الذي يمكن أن يصل إلى الانتحار لدى بعض المشاهير نتيجة انتشار خبر أو حادثة تدفع للتنبيه لضرورة المحافظة على نظام حياة متحفظ بعيدا عن عيون الآخرين, وهو أمر يستطيعه كثيرون، لكنه بمثابة الحلم لآخرين.

كلامي في بداية الحديث عن المسؤولين هو بمنزلة التأكيد على بعض النقاط التي يجب أن يهتم بها كل من يقع تحت طائلة المكبر الشعبي الذي يراقب كل صغيرة وكبيرة ويقدم التفسير العام لها دون أن يكون لذلك علاقة في كثير من الأحيان بقناعات المتحدث, وإنما هي تفسيرات تصح وتخطئ, بينما ينتشر أثرها سواء رضي صاحب المقال أم لم يرض ... للحديث بقية في الغد بحول الله تعالى.

بقلم: علي الجحلي - الاقتصادية