لماذا التخوف اقتصادياً؟!

لماذا لا يوجد لدينا سياحة بصورة أوسع وأكبر؟ لماذا لا يوجد لدينا شركات أجنبية من كل السلع والمنتجات؟ لماذا لا يوجد لدينا بنوك أجنبية متعددة؟ شركات الطيران بالكاد بدأت شركات جديدة، لماذا لا يوجد لدينا شركات نقل عامة متعددة وتطرح مناقصة مثلا، لماذا لا يوجد لدينا بورصة للأسهم؟ لماذا لم تخصص الأندية الرياضية لليوم؟

 لماذا لا تبني الأندية ملاعبها وصحفها وتلفزيوناتها الخاصة، رؤية 2030 أتفائل بها كثيرا، وأتمنى أن توجد حلولا لكل ذلك وغيرها، والهدف ليس "دخول جحر ضب" والتقليد أبدا، بل هي معطيات اقتصادية مهمة لنا ولمستقبلنا، لماذا لا نكون أكثر مرونة اقتصاديا للشركات الأجنبية وأفرض عليهم ضرائب على أرباحهم ورسوما وغيره؛

ليكون مصدر دخل وتنافسية عالية في اقتصادنا، الانفتاح الاقتصادي لدينا يتطلب المزيد من الجذب الاستثماري الخارجي وهو بالغ الأهمية وتسعى له كل الدول، باعتباره أحد أهم مصادر الضخ المالي المهم لاقتصاد يعتمد على مصادر وموارد دخل محدودة وضيقة، وهذا ما تبنته رؤية 2030 "تنويع الدخل" بجذب مزيد من الاستثمارات التي تضيف للاقتصاد الوطني، وهذا مهم لتغيير كثير من الاعتقاد للبعض أن كل ما هو أجنبي سلبي أو سيغير مجتمعنا أو نحو ذلك.

الصين وسنغافورة وكل الدول التي تغيرت ملامح اقتصادها اتجهت إلى ثلاثة محاور مهمة "التعليم - الصناعة - جذب الاستثمار الأجنبي" ويمكن لنا أن ننظر لما حدث في الصين مع بداية السبعينات كيف بدأت، أصبحت تنقل مصانع بآخر عمرها الافتراضي من ألمانيا وأميركا كمصناع المراوح أو المكيفات وهكذا بدأت،

وهذا ما فعلته ماليزيا حين ركزت على التعليم وبناء الإنسان والصناعة، وهذه هي التحديات الفعلية المطلوبة أن تكون لدينا والعمل عليها لمستقبل واعد للمملكة وأبناء هذه البلاد، الانغلاق أمام المستثمر الأجنبي وما يحمله يمكن أن يضبط ويقنن ولكن لا يكون المنع بكل أحواله،

وأن توطن لدينا استثمارات وصناعات أجنبية تضيف مصانع وتدريبا وتأهيلا وتعليما وبناء هذه هو المطلوب حقيقة لخلق اقتصاد أكثر قوة ومرونة لا تتغير ظروفه سريعا وينحسر مع كل عاصفة سعرية للنفط، وهذا ما يعزز أن نكون أمام تحدٍ مهم اليوم، ولعل ميزة الأزمة الحالية أنها فتحت الحلول لنا من كل صوب، بكسر كثير من الجمود الاقتصادي من خلال استثمارات جديدة، وبناء اقتصادي واعد يواكب ما يحدث في هذا العالم.

بقلم: راشد محمد الفوزان - الرياض