لماذا يجب أن نحفظ الأسماء؟

يوجعني أن أصافح شخصا سبق أن التقينا أكثر من مرة ولا يتذكر اسمي. عدم تذكره لاسمي يعطيني دلالة أنني لا أشكل أهمية أو قيمة بالنسبة له. وهذا إحساس مؤذٍ ومزعج. لا تقنعني الذرائع الواهية التي ينسجها عندما يكافح وهو ينبش عن اسمي في ذاكرته ولا ينجح، ملوحا بالعبارة الشهيرة، "اعذرني، لدي مشكلة مع تذكر الأسماء". هذا الشعور المرير الذي يعصفني عندما لا يتذكر أحدهم اسمي يجعلني أقاتل حتى لا أقع في هذه المصيدة وأتسبب في جرح أحد. أدرك صعوبة هذا الأمر. لكن أبذل قصارى جهدي لأن أتذكر. أعمل جاهدا بألا أتكئ على ذاكرتي المثقوبة وإنما أستخدم بعض التقنيات التي قطفتها من الكاتبة، تيرسا درفيتز، وغيرها من المهتمين بتطوير مهارات التواصل وتقوية الذاكرة. وهنا بعض الأفكار التي استخلصتها من قراءات متفرقة وتجربة شخصية راجيا أن تساعدنا معا على تذكر الأسماء التي نصافحها وتستحق أن نحفظها ونرددها:

1 - احفظ رقم الجوال مع صورة الشخص: دائما إذا التقينا بأشخاص يهموننا نحصل على أرقام هواتفهم. حفظك رقم جواله فقط غير كافٍ. احفظه مع صورته ونبذة قصيرة عنه كوظيفته أو هوايته، ولا يمنع أن تضيف المكان الذي التقيتما فيه أول مرة. سيخدمك هذا «التكنيك» في ربط الاسم بالصورة وأيضا استعادة تفاصيل اللقاء الأول عندما تلتقيان. سيتذوق الطرف الآخر اهتمامك وسيستمع به جدا.

2 - اسأله عن اسمه حتى يرسخ في ذاكرتك: لا تستح أن تسأل الشخص عن اسمه مرة أخرى في لقائكما الأول. أحيانا تلتقيه في مكان غير هادئ ولم تلتقط اسمه جيدا. لا أرى حرجا في أن تطلب منه أن يعيد عليك اسمه. المحرج أن تطلب منه اسمه في اللقاء الثاني أو الثالث بعد أن أمضيت وقتا طويلا معه دون اكتراث وحرص على حفظ اسمه.

3 - احذر فخ بطاقة الأعمال (الكرت): نخطئ عادة في الاعتماد على بطاقة الأعمال التي نحصل عليها ممن نلتقيهم. نعتقد أننا بذلك نحفظ أسماءهم، لكننا قد نهدرها ونهدرهم. كثير منا يضع البطاقات في «درج» أو محفظة خاصة بها وقد لا نعود إليها. أنجع طريقة هي أن نخزن الرقم في جوالاتنا لنضمن عثورنا على الاسم والرقم والصورة سريعا.

4 - لا تتأخر: يجب ألا تتأخر في حفظ رقم من تلتقيه. قم بذلك مباشرة فإذا لم تفعل عاجلا لن تفعل لاحقا صدقني.

5 - القفزة: سيكون أجمل أيضا أن تحفظ اسمه في جوالك مع كنيته. حفظك للكنية وترديدك لها على مسامعه خطوة متقدمة تشعر الآخر بكثير من الاهتمام والتقدير. تعطي دلالة أنك مهتم به للغاية.

قد ترهقنا قليلا الخطوات السابقة لكنها ستمنحنا علاقات أكثر عمقا وارتياحا يستحقه أصدقاؤنا وكل من يتواصل ويتصل بنا.


بقلم: عبد الله المغلوث - الاقتصادية