صواريخ الغدر التي ضلت طريقها!

مرة أخرى يحاول الحوثيون استهداف بيت الله الحرام في مكة المكرمة حتى وإن حاولوا إنكار ذلك من خلال ادعائهم كذباً أن الهدف قاعدة الملك فهد الجوية في الطائف أو مطار الملك عبدالعزيز في جدة.

الحوثيون ومن يقف خلفهم يعلمون جيداً أنّ هناك العديد من المطارات والقواعد العسكرية والجوية الأقرب إليهم ومنها ما لا يبعد سوى عشرات الكيلومترات فقط عن أوكارهم في صعدة كحال قاعدة الملك خالد الجوية في خميس مشيط ومطارات جازان ونجران وأبها، فلماذا يتعمدون إهدار ما تبقى لديهم من صواريخ بالستية على أهداف أبعد في الطائف وجدة؟

حتى وإن صدقنا كذبهم وتدليسهم فهل من المعقول أن يغامر مسلم بتعريض المسجد الحرام للخطر من خلال إطلاق صواريخ شديدة التدمير على منطقتين تتوسطهما تماما أهم مقدسات المسلمين؟

وربي إنهم يريدون الكعبة .. فبعد أن كانت الدولة التي تحطمت على حدودها الجنوبية أحلامهم وطموحات أسيادهم في طهران عصية عليهم، أرادوا النيل من أعز وأقدس ما على ترابها فأفشل الله مكرهم ببطولة الشجعان الذين دمروا صواريخهم الواحد تلو الآخر.

كل هذا الحقد ما هو إلا نتيجة فتاوى تجعل من قبلة المسلمين عائقاً أمام الاستيلاء فكرياً على العقيدة من خلال التسويق لقم وكربلاء على أنها أفضل من مكة وأن الحج إليها أكثر قداسة وأجراً، هذا ليس من عندي ومن يشكك في ذلك فعليه الاطلاع مثلاً على كتاب (كامل الزيارات) الذي يعد واحداً من أهم كتب الفقه لدى الكثير من علمائهم.

لقد انكشفت النوايا ولم تعد شعارات "الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل.. اللعنة على اليهود " تنطلي على أحد، فهم يريدون تدميرنا نحن ليس كسعوديين فقط وإنما كمسلمين وعرب، واسألوا صواريخهم التي ضلت طريقها بعيداً عن شعاراتهم التي يستغفلون بها أتباعهم.

من الغباء وإضاعة الوقت الدخول معهم في مفاوضات سلام نعلم يقينا أنهم لم ولن يلتزموا بها، فالحسم الحسم حتى لا نترك لمثل هؤلاء الذين باعوا دينهم وأوطانهم طمعاً في المال والسلطة الفرصة لتدمير ما تبقى من اليمن الشقيق، والوقت لإرهاب المسلمين باستهداف أعز مقدساتهم.

بقلم: محمد الطميحي - الرياض