شكراً سلمان العدل

لا عاقل يفرح بالقصاص، فالقتل كريه، ابتداء ورداً، لكن إقامة العدل فضيلة.

في اليومين الماضيين استبشر الناس، بما أقره سلمان العدل، من مساواة الجميع، في الحقوق والواجبات، وإنفاذ الأحكام الشرعية، وتطبيق الحقوق في الدماء المصانة، فأبهج العدل كل مواطن ومقيم، وأسعدت المساواة الجميع، فهذا ما تبرأ به الذمة، وينشر الطمأنينة بين الناس.

كان ابن تيمية يقول: إن الله ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة ولا ينصر الدولة الظالمة وإن كانت مؤمنة.

ألم يقل الشاعر:

لا تظــلمنَّ إذا مـا كنـتَ مُقْتَــدِرًا

فالظلـم ترجـع عُقْبَاهُ إلى الـنَّـــدَمِ

تنـام عيـناك والمظلوم مُنْتَبِـــــهٌ

يـدعو عليـك وعَيـنُ الله لم تَـنَــمِ

وما أجمل ما قاله أرسطوطاليس: «بالعدل يقهر العدو».

روي أن الإسكندر استفسر عن قلة الأحكام والشرائع بالهند فقيل له «الحق من أنفسنا والعدل من ملوكنا»، فقال لهم: أيهما أفضل العدل أم الشجاعة؟ قالوا له: إذا استعمل العدل أغنى عن الشجاعة.

قال أبو الفتح البستي:

عليك بالعدلِ إن وُلِّيت مملكةً

واحذرْ مِن الجوْرِ فيها غايةَ الحذرِ

فالملك يبقَى على عدلِ الكفورِ ولا

يبقَى مع الجوْرِ في بدْوٍ ولا حَضَرِ

وفق الله مليكنا للعدل والحزم، وحفظ بلادنا من كل شر.

بقلم: تركي الدخيل - عكاظ