دور الإعلام في الأزمة الاقتصادية

المملكة تمر بظرف اقتصادي قد يكون من الفترات الزمنية الصعبة، ونحن الاقتصاد الذي يعتمد على النفط بنسب تصل 90% في تمويل الموازنة العامة، مررنا بفترات عصيبة وبأكثر من مرة وتم تجاوزها وبنفس الأسلوب وهو الاعتماد على النفط وتحسنت أسعار النفط وتعود مراحل النمو الاقتصادية من جديد، لكن هذه المرحلة أعتقد أنها تختلف باعتبار ان الوقت سيكون أطول ومتغيرات اقتصادية عالمية كبيرة تغيرت، والتحديات السياسية أيضا بالمنطقة تتواكب معها وهي متغير يتداخل مع الوضع الاقتصادي، وأجد أن الإعلام لدينا خاصة الرسمي لا يخوض "باحترافية" عالية حول هذه الأزمة "الاقتصادية" بتحليلات وقراءات عميقة جدا، ولكي يدرك ويعي الجمهور الدور الكبير الذي تواجهه الدولة، وأن يكون هو أيضا "شريكاً" أي المواطن بهذا، فيجد تفسيرات كثيرة لكل الأسئلة التي قد يطرحها أو تغيب عنه، فالكثير لا يعرف مثلا، لماذا وصل سعر النفط إلى 40 دولارا أو أقل؟ ماهي الأسباب وماهي الرؤية المستقبلية له؟ لا نريد من الجميع أن يكونوا محللين أو اقتصاديين، ولكن مستوى من الوعي والفهم لكي يتفهم الجميع الصعوبات والمصاعب التي ستواجه الدولة، أن يفهم لماذا فرضت بعض الرسوم، كيف يدخر ويمارس الادخار كثقافة تنشر بين الناس، أن يعي أن شد الحزام هو لك أنت أي المواطن وللدولة وللأجيال القادمة، أن يعني لماذا رفعت رسوم الكهرباء أو الماء أو الصرف الصحي وكم تتكبد الدولة من الدعم حول ذلك، وأنها لن تكون للأبد فالمتغيرات كبيرة ومتغيرة وصعبة، أن يفهم الناس ما معنى القروض والسايبر والاستثمار والعجز والموازنة، وأن يكون هناك مواكبة مع كل المتغيرات والقرارات الاقتصادية بالتحليل والقراءة إعلاميا، حتى لا يكون الجمهور غائبا لا يعرف ماذا يحدث أو يفهم بطريقة علمية صحيحة وهذا ما نحتاجه بهذه الفترة، لماذا يترك للواتس أب ووسائل التواصل وغيرها الساحة لهم لتفسيرات وتأويلات معظمها غير صحيح ومضرة جدا.

دور الإعلام وخاصة الرسمي يجب أن يكون حاضرا ببرامج تلفزيونية وحوارات ومؤتمرات صحفية، وإيضاح وحضور مع الجمهور، لكي يعيش الجو العام لما يحدث، ولكي يستوعب ويقدر ويساند وهو كذلك بتقديري، وجربت ذلك من خلال كثير مما شرحت وتتغير كثيرا من النظرة من سلبية إلى إيجابية، وأتمنى من وزارة الإعلام حضورها وبروز دورها في هذه المرحلة المهمة والحساسة والناس تحتاج ذلك وهذا مما ألمسه مباشرة بشرح كل ما يتعلق بالجانب الاقتصادي.

بقلم: راشد محمد الفوزان - الرياض