حيل الأطفال

كتب الباحثان راي ليفي وبيل أوهانلون كتابا جميلا مترجما بعنوان: حاول أن تروضني. يتناولان فيه أساليب بسيطة في التعامل مع الأطفال. وأشارا في الكتاب إلى بعض الحيل التي يستخدمها الأطفال للحصول على مطالبهم. وهنا بعض الحيل التي عرضاها وحاولت تبسيطها وتطويرها لأعرضها عليكم لنستفيد منها جميعا، إن شاء الله، ونعمل على التعامل مع أطفالنا بذكاء وكفاءة وحب:

1 - حيلة البكاء: يقوم الطفل بالصراخ عاليا وإذا لم تجد هذه الطريقة صدى وتجاوبا ينتقل إلى خطة (ب) وتكمن في النحيب والبكاء المتواصلين. أمام هذا المزيج من الدموع والصراخ يذعن الوالدان لشراء راحتهما والظفر بالهدوء ويلبيان مطالب الطفل فيستمر في استخدام هذه الحيلة كلما تجاهل الوالدان مطالبه.

2 - حيلة الاستفزاز: يستفز الطفل والديه إذا لم يقوما بالاستجابة إلى رغبته. يقوم برفع صوته عليهما أو التلفظ عليهما فيستدرج الطفل أبويه بهذه الطريقة؛ ليضرباه ضربا مبرحا. فيشعر الوالدان بالندم بعد تعنيفهما طفلهما. وحتى يتوقف شعور الندم الذي يأكلهما يقومان بتلبية طلبه فينجح الطفل في تحقيق مبتغاه سواء بشراء لعبة أو استرداد جهاز (الآيباد) من قبضتهما.

3 - حيلة الذنب: يستغل الطفل أحيانا غياب أبيه المستمر عن المنزل بسبب العمل. فيقول الطفل لأبيه أو حتى أمه: "أشعر بالملل بسبب غيابك الطويل. ليس لدي ما أفعله سوى أن ألعب (البلايستيشن)" فيسامحه أبوه على تقصيره في أداء واجباته مثلا ولعبه المفرط لأنه يشعر أنه يقصر تجاهه أيضا.

4 -حيلة استحالة التنفيذ: تنتشر هذه الحيلة في الأسر التي حدث فيها الطلاق. مثلا الأب المنفصل عن زوجته ويرى ابنه المراهق مرة كل شهر ويكتشف أن ابنه يدخن سيقوم بتهديد ابنه بالعقاب إذا استمر في التدخين. الابن لا يكترث بكلام أبيه لأنه لا يمكنه معاقبته لأنه لا يتابعه ولا يعرف إذا كان قد أقلع عنه أو ربما مارس شيئا أسوأ منه.

5 - حيلة المساومة: يطلب أحد الوالدين من الطفل ألا يذاكر وهو يشاهد التلفزيون فيسأل الطفل والده أن يمنحه فرصة حتى نهاية المسلسل الذي يتابعه فيرضخ الأب. لعبة المساومة لعبة يجيدها الطفل ويستطيع أن ينتصر فيها على أبويه ويسيطر عليهما.

يقول راي ليفي وبيل أوهانلون إن الآباء إذا استجابوا لحيل أطفالهم سيخسرون شخصيتهم القيادية. وينصحان الآباء بعدم الانصياع لهذه الحيل حتى لا تصبح وسيلة لابتزازهم وإفساد الأطفال. علينا أن نصبر إزاء تصرفات أطفالنا. الحلول السريعة غير مجدية. أثرها كالمسكنات تخفف الألم لكن سرعان ما يعود. الحلول الناجعة تعتمد على إرساء علاقة أساسها الحب مع الأطفال وليس الخوف. الترغيب وليس الترهيب. كلما استمعنا وحاورنا أطفالنا حصلنا على نتائج أفضل. لكنها تحتاج إلى صبر وجلد ووقت. أنفق الوقت على أطفالك لتربح. الاستثمار في الوقت مع الأطفال أنجح وأعظم استثمار.

بقلم: عبدالله المغلوث - الاقتصادية