الوقت غير مناسب للنقد!

أكتب زاوية صحفية منذ كنت في السابعة عشرة من عمري، ومنذ ذلك الحين وحتى اليوم، وحزب «هذا ليس وقت النقد» يجدون ألف وسيلة وحجة لمحاولة إقناعك بأن الظرف لا يسمح بالنقد، والوقت غير مناسب لمناقشة السلبيات وكشف الأخطاء!

هؤلاء يظنون أنهم إذا دفنوا رؤوسهم في الرمال ستختفي المشكلات أو إذا أغمضوا أعينهم سيختفي الوحش!

لا يدركون أن جزءا كبيرا من مشكلاتنا هو تراكم سلبيات وأخطاء تقاعسنا في معالجتها وتصحيحها في الماضي بسبب دعوات أمثالهم ممن يهربون من مشكلاتهم إلى الأمام دون أن يدركوا أن السلبيات والمشكلات ستستمر بملاحقتهم دون أن ينقص من وزنها شيئا، بل على العكس ستزداد ثقلا وتزداد خطواتها تسارعا!

النقد ليس معول هدم كما يتخيل البعض أو يحاول أن يوهم الآخرين، بل هو أحد أهم أدوات الإصلاح والتقويم، هو أداة بناء عند من يدركون أن الناقد مستشار ثمين سواء أخطأ أو أصاب يساعد على النظر إلى الصورة من زوايا مختلفة، وقد قال لي الراحل غازي القصيبي يوما إنه مدين للكاتب الصحفي الذي يمارس النقد، فهو مستشار مجاني يساعده في عمله!

وأتذكر رقيبا صحفيا، كان يرفض إجازة مقالات النقد في مواسم الحج بدعوى أن الوقت غير مناسب لإظهار سلبياتنا أمام ضيوف الرحمن، وعبثا حاولت إفهامه أن نصف الحجاج لا يقرأون باللغة العربية ونصفهم الآخر مشغولون عن قراءة الصحف بأداء مناسكهم!


بقلم: خالد السليمان - عكاظ