«جاستا» التاريخ يدين أميركا

هل هي ورقة انتخابية استخدمت؟ رغم أن دراسة المشروع بدأت من سبع سنوات؟ هل هي "ابتزاز سياسي أو مالي" تم البناء على أساسها؟ هل هو مشروع استدراج عاطفي لفئة تأثرت بأحداث 11 سبتمبر؟ هل هي مرحلة تحول عالمية "لكسر" سيادة الدول وإلغاء عملي للأمم المتحدة؟ أسئلة كثيرة يمكن طرحها هنا، ولكن ملخص المشروع أن من "يذنب يتحمل أبوه المسؤولية"؟ بمثل بسيط جدا، فحين يكون هناك مارق لأي دولة أيا كان توجهه أو ماذا يحمل من أفكار فعلى دولته تحمل المسؤولية حيال ذلك!! حسناً، لنحسبها من البداية ماذا فعلت الولايات المتحدة الأميركية في هذا العالم لنقول هل ينطبق عليها قانون "جاستا" الأميركي والذي صدر تبعاً لحدث إرهابي وهو 11 سبتمبر وعلى أساسه تم بناء هذا المشروع.

أولا إلقاء القنبلة النووية للولايات المتحدة الأميركية على جزيرتي هيروشيما وناجازاكي والتي قتلت القنبلتان الذريتان ما يصل إلى 140،000 شخص في هيروشيما، و80،000 في ناغازاكي بحلول نهاية عام 1945، والأثر الذي تركته إلى اليوم. في الخمسينات حين غزت الولايات المتحدة فيتنام وماحدث بها، وتورطت أميركا حوالي 18 سنة بما حدث بها من قتل وتشريد. أيضا أزمة الصواريخ الكوبية بعد محاولات أميركية عديدة لغزو كوبا، بعد اتفاق روسي كوبي لبناء قواعد سرية، وحاصرت كوبا حتى انتهاء الأزمة هذا عام 1962، كذلك حرب أميركا ضد أفغانستان في أكتوبر 2001 كرد فعل لأحداث 11 سبتمبر واستمرت ما يقارب 14 سنة فكم قتل وكم تضرر وشرد؟! ونزعت حكم طالبان الأفغانية وأتت بحكومة جديدة. أميركا تغزو العراق في 2003 بناء على معلومات ثبت عدم صحتها بوجود أسلحة دمار شامل، واحتلت العراق حتى عام 2011 وتولى العراق حكم موالٍ لإيران هي من أتت به فكم قتل في العراق وشرد وما يحدث إلى اليوم ونحن في 2016 خير مثال للفوضى في العراق، ماذا حدث بسجن أبو غريب من تعذيب وصور انتشرت، في عام 1988 صاروخ أميركي من المدمره فينسينس يسقط طائرة "مدنية" إيرانية على متنها 290 راكبا، في 1998 اميركا تقصف مصنع دواء بذريعة أنه مصنع أسلحة كيميائية، سلسلة طويلة يمكن حصرها ضد الولايات المتحدة حول العالم موثقة بمواقعها وتواريخها، فهل ترى أن حكومات هذه الدول فيما لو أقامت دعوى قضائية وفق "جاستا" سيكون عادلا ومنصفا أيضا؟ فهنا دولة تعتدي على دولة، وليس فرداً "متطرف يمثل نفسه وجماعته" هو من قام بذلك، فكيف ستكون الإدانه والتعويضات التي يمكن أن تدفعها وتتحملها الولايات المتحدة الأميركية، ومن خلال قانونهم الخاص؟! هل هم مستعدون؟! أم هو قانون "ابتزاز وشعبوي عاطفي"؟!

بقلم: راشد محمد الفوزان - الرياض