ليس مجرد يوم وطني

قبل 86 عاماً أصدر المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن المرسوم الملكي برقم 2716، وتاريخ 17 جمادى الأولى عام 1351هـ، ويقضي بتحويل اسم الدولة من (مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها) إلى المملكة العربية السعودية، ابتداء من يوم الخميس 21 جمادى الأولى 1351هـ الموافق للأول من الميزان/ ويقابل يوم 23 سبتمبر 1932م. بذلك المملكة تكمل أكثر من ثمانية عقود من الزمن، في وطن أصبح يومه الوطني ليس مجرد يوم وطني يتكرر كل عام، من يستعرض التاريخ كيف كانت المملكة ومراحل تطورها سيعرف كيف تحولت هذه الصحراء إلى ورشة عمل وبناء وتطوير بطول المملكة وعرضها، وهي قبلة المسلمين في هذا العالم، لن أستعرض أرقام وتواريخ الإنجاز وما أنفق وما تم بناؤه، لكن لظروف اليوم وما يحيط بنا من توترات في هذا العالم من دول مجاورة جنوبا أو شمالا، أو إرهابا، والمؤلم حين يكون من أبناء هذا الوطن، وطن مستهدف لأسباب " قبلة المسلمين، مهد الإسلام، ثروة هذه البلاد، موقع هذه البلاد، أمن هذه البلاد، استقرارها هذه البلاد" حين تنظر حولك في دول أغنى من المملكة " كالعراق وليبيا " وثرواتها المائية وما تحت الأرض ومقارنة بعدد السكان، سنجدها أكثر غنى، ولكن ماذا يحدث بها اليوم؟ حروب وقلاقل لم تنتهِ ولازالت، وأصبح اللجوء لشعوبها والهروب من الوطن هو السعيد من يستطيع.

تستطيع أن تشتري كل شيء ممكن، إلا الوطن لن تشتريه، قد تعيش في أي بلاد ولن تعيش وتشعر بقيمة وانتماء لأي بلاد مهما حصل إلا وطنك، قد تستعمر الدول ولكن تظل الشعوب تقاتل سنوات وعقودا ومئات السنين لتستعيد الوطن لأنه لا بديل لها فلا هو ينقل ولا يحفظ ولا يعلب، بل هو " روح " الإنسان وانتماؤه له، وحين يكون بأمن واستقرار وحياتك ومصيرك به، تكون حياتك مستعده لتقديمها له، قد تواجه كل مصاعب الحياة وتتجاوزها إلا وطنك من يعتدي عليه تقاتل من أجله، بل وتكون من الشهداء لمن يحمون ويذودون عن تراب بلادهم، وهذا ما وضعه الله ببني البشر، بالانتماء للأرض وهي جزء من الوطن أيا كان هذا الوطن صحراء أو أنهارا أو جليدا، تظل تتمسك بهذا الوطن وتقدم له النفس والولد والمال، لتحفظ هذا الوطن، بكل ما لديك من قوة ونفوذ وحظوة.

إننا في وطن نحمد الله عليه، وبحكومة ودولة تحافظ عليه، وعلى شعبها وأبنائها، وتنمية هذا الوطن، ونحن لحمة واحدة وروح واحدة ونحمي هذا الوطن ونتمسك به بولاء لهذه الدولة، والعمل به وله، والتنمية له، فلا يمكن أن يعوضك شيء عن الوطن مهما حدث وحصل، هو ليس مجرد يوم وطني هو "إنتماء وروح" في كل مواطن ببلادنا لهذه الأرض.

بقلم: راشد محمد الفوزان - الرياض