عودة السينما للنوادي الرياضية

بدأت الكرة في المملكة ومازالت رهينة التبرعات والهبات والفزعات. نعرف جميعا أن هؤلاء اللاعبين الذين نستمتع بأدائهم في ملاعب المملكة لا علاقة بين ما ينتجونه وما يكسبه النادي.

كلفة عالية ودخل هزيل. هذا الوضع لا يمكن ان يصنع كرة محترفة.

قرأت مرة أن ثمة مسافة كبيرة بين قيمة اللاعب السعودي الحقيقية والقيمة التي يتقاضاها في سوق الكرة المحلي. يذكرني اللاعب السعودي بشركات الخشاش في سوق الأسهم السعودي. نتيجة المضاربات بين المتبرعين قفزت قيمة اللاعب السعودي اضعاف قيمته في سوق اللاعبين العالمي، والدليل أن اللاعب السعودي غير مطلوب أصلا في الملاعب الدولية المحترفة.

الفرق بين الفرق الكبيرة والصغيرة في المملكة يعود إلى عدد الأثرياء الذين يلتفون حول هذا الفريق أو ذاك. من حسن حظ الهلال على سبيل المثال أن كان من الأقدم في التأسيس وتحقيق البطولات والاقرب إلى المناطق التي يتوفر فيها أصحاب القرار وأصحاب المال.

ترسخت الفرق التي يقف وراءها الأثرياء وتهمشت فرق الأطراف. يفترض البحث الجدي عن وسائل تحول هذه النوادي إلى أنشطة مربحة تغري رجل الأعمال الاستثمار فيها. سمعت أن الأمير عبدالله بن مساعد جاء إلى هيئة الرياضة بفكر رجل الأعمال ويرغب في تحويل النوادي في المملكة إلى ما يشبه النوادي العالمية في ادائها التجاري. الاحتراف يقوم على المال. والمال منبعه الحقيقي الأعمال والأفكار. الهبات ريع ناضب.

تجارة السينما ربما على الأبواب. وربما نرى قريبا صالات سينما احترافية في كل الأماكن الحضرية في المملكة. والشعب يحب السينما. وهو الشعب الوحيد الذي يسافر من اجل مشاهدتها في الدول التي تتوفر فيها صالات سينما. يضاف إلى ذلك أن السينما من أفضل الأماكن الترفيهية العائلية. سيكون عليها طلب كبير. وستكون مدرة للمال.

عندما نعود إلى تاريخ النوادي الرياضية سنعرف أنها المؤسس لصالات السينما. فتحت أبوابها للعروض السينمائية على مستوى تجاري. شاهدنا في فترة السبعينيات أهم وأفضل الأفلام العالمية والعربية في النوادي..

طالما أن نشاط السينما في مرحلة الحوار والنقاش والتشكل في انتظار القرار لم لا ندرس إمكانية إلحاق تجارة السينما بالنوادي الرياضية فتكون جزءا من استثمارات النوادي الرياضية ورافدا من روافدها؟ تؤسس النوادي مجتمعة شركة متحدة تكون عروض السينما وصالاتها حكرا عليها. شركة شبيهة بشركة التوزيع التي تملكها معظم الصحف السعودية. تشرف عليها هيئة الترفيه من الناحية القانونية والفنية وتشرف عليها هيئة الرياضة من الناحية المالية. يمكن أن يضاف إلى هذه القناة الاستثمارية استثمارات أخرى مثل الصالات الرياضية التجارية. أن يسمح للنوادي احتكار الأندية الرياضية الترفيهية والصحية والتجارية.

لا يمكن للرياضة في المملكة أن تستمر قائمة على الهبات والصدقات والفزعات. أسلوب بدائي كان رائعا أيام عبدالرحمن بن سعيد وعبدالرحمن بن سعود. اشك أن تحقق في يوم من الأيام أرباحا من ادائها الرياضي فقط وللإعلان صيغه المختلفة. التجربة الطويلة علمتنا ذلك. يتوجب أن نخلق للنوادي دخلا ماليا مضمون الثبات.

بقلم: عبدالله بن بخيت - الرياض