همم الصحة أكبر وأوسع

تفاعلت وسائل التواصل الاجتماعي مع إغلاق مستشفى المملكة، لوجود مخالفات مهنية وتشغيلية، وأصدرت وزارة الصحة بيانا بذلك، وكل هذا ممتاز ومميز ونشجع عليه، ودور الوزارة نأمل أن يكون بهذا المسار وأكثر باعتبارها تمس صحة الإنسان. الاستغراب لدي هو حجم التفاعل الكبير، والذي يعكس حالة إيجابية كتفاعل مع وزارة الصحة وتحفيزها بالعمل لتنيظم قطاع الصحة، ولكن السؤال لماذا وزارة الصحة اين كانت سابقا؟ وقوانين وأنظمة ولوائح الصحة واضحة وموجودة لماذا لم تطبق؟ هل نقول وزارة الصحة أخفقت في ذلك؟ اللوم أضعه هنا على وزارة الصحة في كل مرة تكشف عن أخطاء أو تجاوزات خاصة حين يكون مر عليها زمن ليس قصيرا؟ هل كان هناك من يمنع من تطبيق القوانين والأنظمة ؟ لا أعتقد، وهذه الآن وزارة الصحة تطبق أنظمتها وعقوباتها فمن منعها؟ ولماذا المبالغة بتأدية عمل " واجب ومفروض ولازم "على وزارة الصحة ؟ الأساس هو تطبيق الأنظمة والقوانين واللوائح، وليس العكس، فلماذا أخفقنا بالسابق من التطبيق، ونتوقع مستقبلا ستكون أكثر العقوبات أو التجاوزات في القطاع الصحي الذي يحتاج عملا كبيرا، وأرجو أن لا تكون " فقط " المخالفات التي تقوم بها المستشفيات فقط هي ما ستركز عليه الوزارة مستقبلا وهي مهمه لا شك.

المطالب كبيرة وعديدة والخلل موجود في القطاع الصحي، ومثال ذلك " تشغيل المستشفيات " و "استكمال المستشفيات كأجهزة وفنيين وأطباء " و " استكمال المباني فبعضها لا يعمل بطاقته الكاملة بل بنسب " و " الرعاية الأولية في الأحياء " وأن تكون نماذج تهتم بالرعاية الطبية بالأحياء لكل فئات الأعمار وتتوفر بها كل مقومات الرعاية الطبية، استحداث مستشفيات جديدة ومراكز طبية، الشراكة مع القطاع الخاص والتشغيل، التأمين الطبي للمواطنين، الرعاية الطبية للأمراض " المزمنة " التي أًصبحت منتشرة في مجتمعنا " السكر والضغط والسمنة وتبعاتها وهشاشة العظام وغيرها " الرعاية الخاصة لأمراض تشتت الانتباه وفرط الحركة وكل أمراص الإعاقة والعناية بهم، توفر السرير بالوقت والمكان المناسب. ولا ننسى المستشفيات الخاصة ما تضم من كوارد وما تحتاج له من فحص وتدقيق، قطاع الصحة ليس رقابة وتغريما ومتابعة للقطاع الخاص فقط وهو مهم لاشك ولا يغفل، ولكن أرجو أيضا ومعالي الوزير مشهود له بقيادته المميزة، أن أعباء الوزارة كبيرة وتحتاج عملا كبيرا، وحتى لا تغيب إستراتيجيات وأسس مهمة لعمل الصحة على حساب غيرها، وهو ما نتطلع له من الوزراة مستقبلا وهي أهل لذلك بنجاح مميز وشمولي.

بقلم: راشد محمد الفوزان - الرياض