كيف تختار تخصصك؟

قرأت مقالة جميلة لنايثن قيبهارد الكاتب في نيويورك تايمز، عن كيفية اختيار تخصصك في الجامعة. ترجمت بعض اقتراحاته وصببت عليها بعض الأفكار الصغيرة التي لعلها تساعد في اختيار تخصصك ومصيرك العلمي:

أولا: الاهتمام والفضول وليس الشغف وحده.

تخرج آدم ستيلتزنير بمشقة من الثانوية العامة. درس الموسيقى التي يعشقها. بيد أنه فشل في الاستمرار فيها. انصرف من الكلية والتحق بفرقة "روك". ولاحظ أثناء عودته إلى المنزل مساء بعد تأدية أحد العروض أن النجوم تتحرك في السماء. فسأل نفسه، "كيف تتحرك. لماذا تتحرك؟".

حينها ذهب إلى كلية في مدينته ليسجل فيها مادة الفلك؛ ليتعرف علميا على أسرار النجوم. لكن الكلية اشترطت عليه قبل تسجيل هذه المادة أن يدرس مادة مبادئ الفيزياء لتمهد له الطريق للاستفادة من مادة الفلك. تلك اللحظة التي رأى فيها آدم السماء ولاحظ خلالها رقص النجوم غيرته تماما. حولته من عازف في فرقة موسيقية إلى دكتور يعمل في "ناسا" وقدم أطروحة دكتوراه مهمة في كيفية الهبوط على سطح المريخ. الفضول والاهتمام أحيانا كثيرة يقودنا إلى فضاء لم نحلم بزيارته يوما ما.

ثانيا: افعل عكس ما يقولون.

يقول ريتشارد لينكليتر المخرج الذي رشح لـ"الأوسكار" إن الضوضاء التي يثيرها الناس حولك عندما تتحدث عن اختيارك للأدب أو الفنون كتخصص، سترتكز على أن الفنون لن تقودك إلى أي شيء. سيريدون منك أن تصبح محاميا أو طبيبا أو مهندسا، على الرغم من أنهم لا يعلمون أي شيء عنها، في المقابل يستمتعون بالكثير من الفنون والكتب والأعمال الأدبية الخالدة ويرفضون أن تتخصص فيها. إنه قمة التناقض.

يطالبنا لينكليتر بألا نستمع إلى هؤلاء، بل نحاول أن نختار نقيض ما يقترحونه تماما. يتذكر: "اخترت الإخراج، يناقض ما يقولونه 180 درجة ونجحت. ألا يكفي أنني ترشحت للأوسكار وأظفر بأجر عالٍ ومستمتع بعملي؟".

ثالثا: المرونة يا صديقي.

جميل أن تحب التخصص وتستمتع بما تقوم به، لكن عليك أن تتذكر أن التخصصات تتغير. فيجب أن تتحلى بالمرونة المطلوبة. تتعلم أشياء جديدة تضيف إلى تخصصك أبعادا تساعدك في النجاح في عالمك المعاصر. مثلا إعلام اليوم يختلف عن إعلام الأمس. ففهمك للنظريات الإعلامية التقليدية ومهاراتك في الكتابة وممارستك الطويلة غير كافية. يحتاج إلى أن تصقل مهاراتك التقنية وتنغمس في علم الاجتماع؛ لتستطيع أن تواكب الطفرة في العالم الإنترنتي الجديد والكلام ينسحب على عديد من التخصصات. كن مرنا ومتجددا لتعيش وتتألق حتى لا تنتهي صلاحيتك ويأفل نجمك قبل أوانه.

بقلم: عبد الله المغلوث - الاقتصادية