مدارسنا أندية صيفية

ببداية شهر يونيو تكون اكتملت كل مراحل التعليم، وبدأت الإجازة الصيفية، وبما أن طلاب المملكة من الابتدائي حتى الثانوي يقارب خمسة ملايين طالب وطالبة وبما يقارب أكثر من 500 ألف معلم ومعلمة، وتعتبر هذه الإجازة من أطول الإجازات الدراسية، وكل إجازة بغالبها تقارب ثلاثة أشهر أقل أو أكثر قليلاً . ومعها تغلق المدراس بالضبة والمفتاح حتى بداية الدراسة للعام القادم، هل هذا كل شيء يفترض أن يحدث؟! أعتقد وواجب وزارة التعليم ان تعيد النظر في فترة الصيف وأنها ليست استراحة وكل يذهب إلى داره، بل يجب أن تخصص الوزارة وحتى هيئة السياحة وحتى وزارة الثقافة والإعلام، على أن تجتمع لاختيار مدرسة أو مدرستين للذكور والإناث، لكي تصبح "مركزاً" صيفياً خلال الصيف، منها تستغل وتستثمر المدرسة لكي تصبح منشطاً مهماً للصيف بأنشطة كثيرة، سواء رياضية أو اجتماعية وفنون وثقافة، واحتواء هؤلاء الطلاب والطالبات، وكل يستطيع أن يطلق طاقته بما يفيد ويستفيد، أو اكتشاف مواهب لهؤلاء الطلاب والطالبات واستثمار وقته بشكل مفيد ومهم، وتعتبر هذه الأنشطة مهمة لكي لا يذهب الطلاب والطالبات بعد الإجازة للمدرسة بما لا يفيد أو قضاء الوقت بمنازلهم بدون أنشطة، حتى انه يمكن تعليمهم مهناً وحرفاً وتبني المواهب سواء كان رساما او مهنيا وتعلم لغات أو غيره، وهناك عشرات البرامج التي يمكن أن تطلق وتستغل.

حين نفكر بإطلاق المدراس لتصبح مركزا صيفيا، يجب أن نلغي فكرة سابقة، وهي التقليدية والنمطية في هذه الأنشطة الصيفية، حتى تصبح جاذبة، وليس عبئا أو تكليفا، وأن يأتي الطالب والطالبة من نفسه وبرغبته وبحماس، وهذا يشترط نوعية البرامج الي ستدشن ويعمل عليها، وأن يوجد كوادر مؤهلة وليس شرطا أو مطلوبا أن يكونوا معلمين أو معلمات، إلا من يرغب خاصة لمن هم متخصصون في هذه الأنشطة، وأن يشرك القطاع الخاص بالتمويل لهذه الأنشطة الصيفية، والأهم والنهاية أن تكون هناك جاذبية بهذه المراكز، ببرامج وتنوع وتقدم مايفيد ويرفع من القدرات ويتبنى المواهب ويكتشفها ويدعمها، ويقدم محفزات كبيرة وضخمة، وهذا مهم لهذا النوع من الشباب، وخاصة للسنة الابتدائية، وهم صغار السن، يقدم لهم برامج مشجعة ومحفزة تكتشف قدراتهم وتطور مهاراتهم، وغيره كثير مما يمكن أن يقدم، لن يمنع الاستعانة بخبرات أجنبية أو برامج، ولا نريد أن تغلق المدرسة ويكسوها الغبار لبداية السنة، فقد تكتشف هذه الأنشطة ما قد يتعلمه خلال 12 سنة بحقل التعليم.

بقلم: راشد محمد الفوزان - الرياض