أنت سعودي.. كيف تقبل بهذا العمل ؟!

لأن لديّ قناعة شبه مطلقة بأنه لا توجد بطالة حقيقية لدينا للشباب وليس النساء فالنساء بطالتهن حقيقية لأنه لا توجد فرص عمل توازي عددهن أو مجالات مفتوحة كما عند الشباب، فإن ما يزيد من الطين بلة ويجعل الشباب عاطلا عن العمل من يقوم على تحفيزه بعدم العمل بعبارات "كيف تقبل تكون موظفاً بمطعم، أو بائعاً بهايبر، وهكذا" هل هؤلاء يريدون الشباب أن يبدأوا العمل بماذا؟ حين أستعرض قصص رجال أعمال كبار بزمانهم كانوا يعملون كل شيء، وكنا قبل 40 سنة ونحو ذلك، وكما يقول والدي لي وكل من قابلت من الرعيل الأول، أنهم كانوا يعملون "سقايين ماء، نجار، أو يبني منزلاً، او يشوك النخل، أو مزارع صبي، أو غيرها من الأعمال والحرف" كانت نظرتهم كفاف العيش والحياة الكريمة، ولم يكن لديهم لا حافز ولا وزارة تبحث لهم عن عمل، ولا قانون يفرض على أحد شيئا، حياة "قصى" كما يقول كبار السن، ومع ذلك عملوا وعملوا، ولن تجد رجلا ولا أقول تاجرا إلا وعمل عدة أعمال، وصبروا وعملوا ونجحوا وفتحوا بيوتا وتزوجوا ومن عمل تاجرا او موظفا أو غيره، ولكنهم لم يركنوا للمنزل ولا يعمل وينتظر من يطرق بابه لكي يعطية شيئا، هذا يجب أن يعرفه الشباب، أن سلم العمل ليس يسيرا ولن يكون سهلا، ومهما فعلت وزارة العمل او التجارة او غيرها، لن يعمل لمن لا يريد العمل، من يريد العمل لا يسأل يبدأ ويبحث ويعمل، ووضعت قصص عديدة وكثيرة وعمل شباب سعودي بأبسط المهن وأقلها ولكنهم صمدوا ونجحوا.

من يعزفون على وتر"أحلام" الشباب، وكيف تقبل بهذا العمل وأنت "سعودي" ومن قال ان السعودي لا يعمل؟ أو فوق البشر بالعمل؟ وزير البترول النعيمي السابق بدأ العمل بـ 3 ريالات، وأصبح أهم رجل نفطي بالعالم ووصل لما وصل له، سليمان الراجحي قصة بحواري معه خلال ساعتين كان يعمل شاهي لمن يبنون المنازل بوقته وماذا وصل، وهنا لا أقول تصبح وزيراً ولا الراجحي، وقد تكون افضل لا شيء يمنع، ولكن البدايات صعبة، ولا تسمع لمن يبحث عمن يدغدغ أحلامك ويشجعك على عدم العمل ويحبطك و "يكبر رأسك" على العمل، اعتبر اول خمس سنوات هي تدريب لك وراتب مدفوع لك، ستكسبك الخبرة والمعرفة وتشد عودك بالعمل وتفتح لك أفاقا واسعة للعمل، ومن لا يريد العمل سيجد ألف سبب لكي لا يعمل، ولا تتشرط بالعمل بالبدايات وكسب عيشك، ولا تقول أريد بجانب منزلي، الفرص لا تأتي لك أنت تذهب لها، فلا يغرك من يقول لك أنت سعودي ليس هذا مقامك بالعمل، وهذا غير صحيح، نبينا محمد صلى الله عليه وسلم رعى الغنم، العمل لا تتشرط به بالبدايات.

بقلم: راشد محمد الفوزان - الرياض