العمل المؤسسي بالوزارات

حين يبرز عمل أي مسؤول أو وزير أو نحو ذلك، ويبدأ تحقيق منجزات مهمة وملموسة، ويبدأ عملية التحول من مرحلة السبات السابقة إلى مرحلة العمل والنشاط والإنجاز ويلمسه كل ذي علاقة خاصة التي ترتبط بالجمهور، وتبدأ أخذ المسار الناجح والعمل وتستمر لسنوات، ثم تبدأ بعدها مرحلة التغيير التي قد تطال المسؤول سواء كان وزيرا أو غيره، وهذا طبيعي في ظل عمليات التطوير أو التغيير أو الحراك أو البحث عن منجزات جديدة أفضل، وينتقل الوزير إلى وزارة أخرى أو مكان آخر، يبدأ البعض أو الكثير بالتخوف أن العمل والإنجاز الذي قام به أو قاده هذا المسؤول سيكون من الماضي وتعود الأيام السابقة أو يتباطأ العمل والمنجز وتتغير كل قواعد العمل والنجاح، وهذا أعتقد خطأ إن حصل ذلك أي ربط العمل والتطوير والمنجز "بشخص" الوزير أو المسؤول، الفرضية أن العمل هو مؤسسي ويستكمل بل يتم تطويرة والعمل على استمراره بحالة أفضل من المرحلة السابقة وهكذا.

من الخطأ أن نعتقد أن العمل يرتبط بشخص، وبخروجة لأي سبب يكون بعدها كل شيء يتغير، وهذا ما قد يخشاه موظفو الوزارة أو الجهه الحكومية او المنظمة، وأيضا الجمهور الذي قد يرتبط بعمل ومنجزات هذه الوزارة أو الهيئة او المنظمة، يجب ألا يكون هناك ربط بالعمل الفردي والشخصي في العمل، ومتى تم ذلك سيعني مزيدا من التأخر والتعثر، بل يجب أن تكون مرحلة العمل المؤسسي المستكمل للإنجاز، التخوف من التعثر في حال خروج المسؤول هي مشكلة كبرى، وان تعثر سيعني أن إلهام هذا المسؤول كان كبيرا ومرتبطا به، ولا يعني أن يكون خطأه بقدر ماذا سيكون دور القادم الجديد، لأنه يصعب ان يقوم عمل على شخص أو ينفرد به، بل هو فريق متكامل يعمل سوياً بما لا يتيح مجالا للعمل المنفرد، وأعتقد أن الكل يعمل على أساس العمل المؤسسي الذي يستكمل ولا يرتبط بشخص أو ينفرد به، وهذا الأساس الذي يفترض أن يكون، مالم تتغير معالم عمل الوزارة أو الهيئة أو المنظمة مع التغيير للأحسن وهذا المفترض، وغير ذلك سيكون المسؤولية جماعية.

بقلم: راشد محمد الفوزان - الرياض