شركاء الرؤية

لماذا ركزتَ في مقالك المنشور أمس على البطالة والإسكان، دون أي محور من محاور رؤية 2030، وهي محاور أكثر أهمية من هذين المحورين؟!

لأنني مؤمن بأن الذراع الوحيدة لتحقيق هذه الرؤية التاريخية هم الشباب، ولا يمكن للشباب أن يحققوها إن لم تنشغل الرؤية بالقضاء على بطالتهم، وإن لم توفر لهم كافة وسائل الإرتياح، وعلى رأسها السكن اللائق.

ألم تكن هناك رؤى تنموية سابقة؟! ألم تكن ثمة محاولات لنقل المملكة من موقع المستهلك إلى موقع المنتج، ومن حالة التكلس البيروقراطي إلى حالة الإبداع؟!

بلى، لكن تلك الرؤى أو الخطط التنموية، لم تنجح كرؤية متكاملة؛ نجحت العناصر المتعلقة بالاستثمار، وفشلت العناصر ذات العلاقة بالتنمية البشرية، كالتعليم والتأهيل والخدمات الصحية والاجتماعية. ولو بحثنا عن السبب، فسنجده واضحاً وضوح الشمس، إذ لا يمكن أن يحقق مشاريع تنموية لبناء فكر ووعي الإنسان، موظفون حكوميون، لا هم لهم سوى انتظار ساعات الخروج من المكتب. موظفون لا تأهيل ولا تدريب لهم، لا امتيازات، لا ترفيه، لا نظام تقاعد آمن ومريح؛ هل يمكن لهؤلاء أن يكونوا الذراع الضاربة في تحقيق رؤية متفردة، مثل رؤية 2030؟! طبعاً لا يمكن، وسيكون من الظلم لهم وللرؤية، أن نراهن عليهم، إلا إذا استعنّا بشركات متخصصة، لرفع كفاءة هؤلاء الموظفين، وتهيئتهم للدخول في تحدي العشرة الأعوام القادمة، وما بعدها. وإذا أيضاً قضينا على البطالة، وهيأنا لكل موظف أسباب الارتياح التي تضعه في موقع الشريك، وفي مقدمتها السكن الملائم.

بقلم: سعد الدوسري - الجزيرة