جسر من العشق لا جسر من الحجرِ!

ما إن أُعلن عن إنشاء جسرٍ بين السعودية ومصر، إلا واستحضرت تاريخ الأواصر بين المجتمعين. مصر التي تعلّم الناس منها الفنون في الغناء والسينما، والصحافة، والفكر، والعمل العلمي والمعرفي لا يمكن إلا أن تكون في قلب كل عربي فضلاً عن السعودي.

الجسر سيكون ممراً تجارياً واجتماعياً وحضاريا بين قارتين لأول مرة في تاريخنا، هذا الربط بين القارتين وبين الدولتين له بعد إستراتيجي اقتصادي وسياسي واجتماعي. وجسر الملك سلمان هو تتويج لجسورٍ من التآلف والتعاضد التاريخي الذي لا ينافس عليه أحد.

اتفاقيات اقتصادية تعمق الأواصر وتوثق العلاقات وتدر الخيرات والصادرات وتؤسس المشاريع والاستثمارات. آمنت السعودية منذ تأسيسها أن الرهان على البيانات والخطب الرنانة لا يجدي، العمل في الاقتصاد وتثبيت مصالح الناس هو الذي ينتج المواقف ويثري الإستراتيجيات ويعزز من الخطط والأفكار، ويصلّب التحالفات.

هذه هي السعودية، تبني الجسور ولا تهدمها، تشرك المجتمعات في نموّ اقتصادها وخيره ولا تمنعها، والرسالة التي تحملها الاتفاقيات مع مصر بليغة لدولٍ أخرى فرّطت في هذه العلاقة تحت عناوين خشبية عتيقة لم يعد لها أي قيمة تذكر.

في عام 1986 حين أسس الجسر بين البحرين والسعودية قال غازي القصيبي:
درب من العشق لا درب من الحجر
هذا الذي طار بالواحات للجزر
ساق الخيام إلى الشطآن فانزلقت
عبر المياه شراع أبيض الخَفَر

بقلم: تركي الدخيل - عكاظ