سعودة جديدة.. والسؤال الأهم قائم

من سعودة محلات الذهب، وسعودة الخضار، وسعودة سائقي الليموزين، ولم أحصر كل سعودة تمت كما يعلن تباعا، لا شك الدولة ممثلة بوزارة العمل تسعى "للتوطين" للشباب والشابات، والقضاء على البطالة وأن يعمل الكل ولا يكون هناك باحثين عن العمل، وبالأمس صدر قرار وزير العمل حول سعودة "محلات الاتصالات والجوالات" وأيضا نقول ونكرر أنه هدف سام بالتوظيف والسعودة ككل قرار وهذا ما تسعى الوزارة وكل جهات الدولة التي تعمل بهذا المسار بكل ما لديها. سؤالي الآن لوزارة العمل وكل مرتبط بالتوظيف والسعودة، هل تم تقييم "نجاح" أو "عثرات" السعودة السابقة التي تم إقرارها؟ مثال الذي ذكرت سعودة "الخضار والذهب والليموزين والكاشيرات وأدوات التجميل ووو.." هل قيمت وتعتبر ناجحة وانتهت؟ أم أنها معثرة وتعاني عقبات أو لم تطبق بدقة وبإتقان كما تتصور وزارة العمل؟ إن كانت ناجحة فهذا ما أعتقد أنه غير صحيح أو كامل فالواقع يقول إن محلات الذهب والخضار والليموزين وغيرها لم تتغير عن واقعها كثيرا، وإن لم تكن ناجحة ومكتملة الأركان للنجاح فلماذا تستمر عمليات السعودة وهنا سوابق لم تنجح؟!

سأذكر هنا "وسبق كتبت ونوهت" أسباب عدم نجاح "السعودة" لهذه القطاعات برؤية شخصية خاصة، وبحكم تواصلي وملامستي للقطاع الخاص، أضع هذه التساؤلات؛ هل نملك القدرة للشباب والشابات للعمل بأي "قطاع" تتم سعودته من خلال التدريب والتعليم والتأهيل لهم كاملا بحيث يجيد هذا العمل ولو بنسب تصل 50% ويتطور مع الوقت؟ هل ثقافة العمل للشباب والشابات تتقبل العمل بكل ما يناسبه ووفرت له التسهيلات والمحفزات من راتب ونقل "خاصة النساء"؟ هل نملك العدد الكافي من "العاملين" من شبابنا وشاباتنا للعمل بالقطاع المراد سعودته؟ على وزارة العمل أيضا أن تتسأل لماذا يفضل الكثير الوظيفة الحكومية على القطاع الخاص؟! رغم أنه في واقع القطاع الخاص أفضل من حيث الرواتب لمن يتميز ويملك القدرات والإمكانيات العالية، ولا يعني أن الوظيفة الحكومية ليس بها مغريات ومميزات بل توجد، ولكن الغالب للقطاع الخاص، ولكن يجب أن يتم الجلوس مع الشباب والشابات بحوار مباشر ومع المؤسسات والشركات، أين العقبات أي المشكلة وكيف نقرب هذه الوجهات.

نصيحتي لوزارة العمل، قبل أي سعودة، هي ليست قرارا فقط، بل قدرات وإمكانيات وتهيئة وتجهيز وتدريب وتعليم وصبر، القطاع الخاص يريد من "ينتج ويستمر" والشاب يريد الأمان والمحفز، إخلقوها جميعا وستنجح.

بقلم: راشد محمد الفوزان - الرياض