مخرجات التعليم

من يقيم التعليم لدينا؟ ككفاءة وجودة ومخرجات؟ قرأت لأستاذنا الدكتور سليمان العنقري عن الدراسة وكثرة الإجازات وكفاءة التعليم مقالاً "قيّماً" جدا من متخصص وأستاذ جامعي عاصر التعليم عقودا من الزمن، الدولة لم تبخل بالإنفاق على التعليم بل انها قد تستقطع ربع ميزانية الدولة وأكثر، سواء التعليم العام أو الجامعي، نعم لدينا كفاءات وطنية مميزة وهائلة للمواطن السعودي وهذا أثق به، ولكن بشرط وهو أن يحصل على تعليم عالي المستوى وجاد وحازم والتزام تام، فلدينا الأطباء والمهندسون ومديرو الشركات والبنوك وكلهم سعوديون، ولكن أصبح ذلك قلة للأسف، الآن لم أعد أسمع بطالب "رسب" في الابتدائي والمتوسط فهل يعني أنه أصبح الجميع ناجحين ومميزين؟ ولا يعني أن لابد من راسبين، ولكن من ينظر لمخرجات التعليم حيث "كمثال" يتخرج الطالب الجامعي لا يجيد اللغة الإنجليزية، وحتى يتخرج الطالب من الجامعة يحتاج تأهيلا من جديد لسوق العمل، وظل أسلوب الحفظ والتلقين كما هو لم يتغير كثيرا فكيف يمكن خلق تعليم مبدع ومستنتج ويفكر، وتغيير في المناهج التي تعمل على ذلك، وهذا ما نحتاجه فلا زال الحفظ والتلقين ومعيار "الحفظ" هو مقياس النجاح والاستمرار للطلاب والطالبات. ولن أتحدث عن المدارس وكفاءات المعلم والمعلمة والبيئة المدرسية والأنشطة اللاصفية، فملاحظ أن ساعات العمل والدراسة بالمدرسة لازالت قليلة، لا يعني أن المطالبة برفعها لمجرد رفع ساعات العمل، لا ليس هذا الهدف ولكن أن يكون هناك إنتاج ومخرج كفؤ.

لماذا لا توجد مواد دراسية تعلم العمل والقصص الناجحة في العمل، ولماذا لا يوجد مناهج للسلوك الغذائي والمرور والسلوك العام، مناهج تشجع على العمل المشترك والاستنتاج والفكر، وتأهيل معلمين ومعلمات بهذا المجال، نحتاج عملا كبيرا لتطوير كفاءة التعليم للأفضل، وهنا لا نقول انه ضعيف ولكن المرحلة تتطلب مواكبة هذا العالم وتغيره وحاجة سوق العمل وتحديات الحياة، وخلق جيل منتج ومحب للعمل وجاد وكفؤ ليعمل بالقطاع الخاص أو عمل خاص أو مصانع، نحن بحاجة لكل من يعمل، وحتى الجامعات لماذا لا يحد من قبل الكليات غير الضرورية، حتى لا يكون عبئا غدا، فتخصصات نظرية كجغرافيا وتاريخ وغيره لا نحتاج مئات من الخريجين بل بالحد الأدنى ونركز على الجانب العلمي المميز الكفؤ الذي يعني استثمارا في الإنسان وصناعة له وهو ما نحتاجة حقيقة، بمزيد من الجدية والعمل والكفاءة والإنتاج والبداية من التعليم.

بقلم: راشد محمد الفوزان - الرياض