انخفاض النفط إيجابيات أكبر

 النقاش اليومي والمتابعة اللحظية الان لأسعار النفط أصبحت كبيرة ودقيقة وعالية لدينا والمهتمين، فكل سنت أميركي يغير النفط "العربي الخفيف" أو "الثقيل" أحيانا أصبح يحمل كثيرا من المؤشرات إيجابا أو سلبا للمهتمين، وكأن أسعار النفط أصبحت هي "المحرك" الوحيد لاقتصادنا، وهي محرك وأساسي ولا شك، ولكن يجب أن ننظر للإيجابيات التي تتم اليوم، ماذا حدث بعد أن انخفضت أسعار النفط لما دون 40 دولارا أو ملامسة 30 دولارا، أصبحنا الان نفتح وننظر للكثير من الحلول والخيارات التي أصبحت ضرورة مع "أزمة" سعر النفط، وحقيقة أرى دروسا مستفادة كبيرة تتم اليوم، أصبحنا ننظر للشراكة مع القطاع الخاص والعمل معه، وأصبح هو مصدر "التوظيف" الأساسي وهذه هي الحقيقة والصحيح في النهاية، أصبح ضبط المصروفات للمهم والأهم، ولم تتوقف أو تتعطل التنمية الكلية لاقتصاد الدولة، الاتجاه لجذب الاستثمار الأجنبي، والمزيد من التسهيلات لكي يأتي بمزيد من الاستثمار والضخ والتدريب والصرف، التركيز على الإنسان والعمل والتدريب والتطوير له وفق ما يحتاج له العمل، وليس ببطالة مقنعة وتكدس لهم، وهذا ما يعني التوجه أكثر للقطاع الخاص، التوجيه للصناعة من خلال أكثر من 40 مدينة صناعية تعمل وتقترب من العمل، وضخ مزيد من المصانع، التقنين مهم وأساسي ولا شك، ولا ننسى "سياسية التحول الوطني" التي تعنى من ضمن أهدافها بتقنين وخفض الاعتماد على النفط في المستقبل، وهذا مهم، أيضا تسعير بعض المنتجات ورفع الدعم قليلا عنها سيدر على الدولة مزيدا من الدخل وإن لم يكن هذا هو الهدف الأساسي بقدر وقف الهدر، وهذا أساس مهم للمستقبل.

يجب أن لا ننظر وننتظر متى سعر النفط يرتفع، ونحسب كم حفارا ومنصة نفط أميركية أغلقت كما تهتم كثير من وسائل الإعلام، هذا سيأتي مع الزمن ويجب تركه، بل نركز على خلق البدائل والخيارات في اقتصادنا وبناء الإنسان والمصانع والسياحة والتدريب والتعليم والعمل وعدم الوقوف أبدا، هذا هو المبدأ الأساس برأيي، أن نعتبر انخفاض أسعار النفط هي مرحلة "تحول" إيجابية، أن ننوع مصادر الدخل والخيارات، لقوة اقتصادنا الوطني حتى نصل لمرحلة أن يصبح النفط يشكل 30 إلى 40٪ على الأكثر من مصادر الإيرادات هذا ما أتمنى، وأرى العمل بهذا الاتجاه والتخطيط له يتم الان، ونحتاج الوقت والعمل بلا توقف.

بقلم: راشد محمد الفوزان - الرياض