تخصيص الأندية وغرق الديون

مثير للدهشة مايحدث بالأندية السعودية، أول سؤال يطرح هو لماذا تخصيص الأندية السعودية لم يفعّل أو يطبق أو يتم البدء به بالأمس قبل اليوم؟ وهو لم يبدأ على أي حال لهذه الساعة، الآن تتجه الأندية الأولى بالصدارة « للاقتراض» لماذا؟ لكي تسدد الالتزامات المالية سواء مشاكل خارجية أو ديون محلية، ثم ماذا؟ هل انتهت المشكلة؟! لا لم تنتهِ بل يتم زيادة عمق المشكلة، والسؤال الآن لماذا لا يكون هناك تطبيق «لسياسة اللعب النظيف» بمعنى الصرف بمقدار الإيرادات، ومن يتجاوز يبدأ بفرض الغرامات المالية والعديد من الإجراءات.

من يتتبع الاقتصاد السعودي الكلي، يلحظ الآن بداية مرحلة «التحول» الاقتصادي للدولة من خلال سياسات متعددة ولعل أبرزها هو «التركيز على القطاع الخاص والتخصيص لبعض القطاعات الحكومية»، وهذه برأيي أفضل وقت ومرحلة لكي تبدأ مرحلة تخصيص «الأندية» السعودية، وأعتقد برأيي الشخصي أن الرياضة السعودية «لن» تتطور للأمام ما لم يتم تخصيصها وتتحول للقطاع الخاص، وتصبح عملا تجاريا «خالصا 100% « فالمشروع التجارية حين يديرها «رجال أعمال» متمرسون بعملهم، سيعني أن يبحثوا عن الكفاءة في الأداء والإنفاق وتوفير الموارد، ولن يكون هناك مغامرات وديون تتحملها الأندية وإفراط في الإنفاق والصرف غير المنضبط وغير المقنن، وأيضا سيكون هناك محفز لدخول رجال أعمال لمجال الرياضة والأندية لأنه يدرك سوف يملك حصصا ويملك حق الإدارة واتخاذ القرار ويرى أن قراراته سوف تكون فاعلة، وستتغير قواعد اللعبة في الكرة السعودية بحيث، قد تبرز أندية لم نتوقعها وتتراجع أندية لم نتوقعها، هذا رأي شخصي، والتخصيص أصبح ضرورة للأندية السعودية لكي تحل مشاكلها المالية وتأتي إدارات عالية الكفاءة، وتنتهي قصص «عضو الشرف» الذي يتحمل تكاليف نادٍ واحد، فالأندية مؤسسة منظومة متكاملة، وتصبح الأندية جاذبة لأي رئيس قادم لا طاردة كما هي الآن.

أثق أن التخصيص للأندية الرياضية ستكون الحل الناجع له، وحتى الرئاسة العامة لرعاية الشباب تخصص إن لم يكن بكاملها أجزاء منها، فهي تملك أصولا ضخمة ومقرات عديدة ماذا لو استثمرت؟ ونفس الشيء الاتحاد السعودي للكرة، يستطيع تنمية موارده المالية كثيرا، والرياضة هي «صناعة» متى أقررنا بذلك سيكون أول خطوات النجاح، وأتمنى أن لا تحصل الأندية على القروض وتحل مشاكلها من الداخل وبنفسها وتتحمل المصاعب والظروف الصعبة، يمكن من خلال بيع لاعب، تأجير موقع، رعاية، تسويق، وغيره، الفعالية لن تأتي والحلول الجاهزة للأندية متوفرة، فالقروض هي حبل على الأندية، لأننا نرى الصرف غير المقنن للأندية عاليا جدا ويكفي أن نرى عمر أي مدرب بملاعبنا كم يدوم؟ المتوسط بتقديري سنة إلى سنة ونصف بالمتوسط، وهذا مكلف جدا، فلا يجب فتح الاقتراض للأندية وتبدأ تتعلم إدارة مشاكلها وأمورها المالية.

بقلم: راشد محمد الفوزان - الرياض