اسأل عن علبة البيبسي أولاً
كتبتُ قبل أيام مقالا بعنوان (كم تحتاج لشراء آيفون6)، استعرضت فيه عدد "ساعات العمل" المطلوبة لشراء هذا الجهاز حول العالم.. ففي حين يحتاج المواطن الأوكراني إلى627 ساعة عمل لشرائه، يحتاج المواطن السويسري إلى 21 ساعة عمل في زيورخ، و22 ساعة في جنيف..
وفي حين يحتاج المواطن الاندونيسي والكيني إلى 468 ساعة عمل لشراء الآيفون6 يحتاج المواطن الأميركي إلى 24 ساعة عمل في نيويورك و27 ساعة عمل في ميامي...الخ
وخلال كتابتي لذلك المقال تذكرت وجود مقياس آخر (لقياس القوة الشرائية بين شعوب العالم) تصدره بشكل سنوي مجلة الإيكونومست الاقتصادية.. وهو مقياس سهل الهضم كونه يتابع أسعار الهامبرجر في مطاعم ماكدونالدز حول العالم منذ عام 1986..
وما يجعلني معجبا بهذه الطريقة أن القارئ العادي لا يستوعب أحوال العالم حسب النسب والمعادلات الاقتصادية بقدر ما يفهم الفرق بين سعر الهامبرجر في سويسرا، وبنجلادش.. وفي آخر قائمة أصدرتها المجلة في نوفمبر 2015 أتت أسعار الهامبرجر (وتحديدا البيج ماك) على النحو التالي:
1) أغلى هامبرجر يمكن شراؤه يكلف في سويسرا 6,82 دولارات (ما يزيد على 25 ريالا)!.
2) ثم النرويج ب5.65 دولارات.
3) ثم السويد ب5.13 دولارات.
4) ثم الدنمرك ب5.08 دولارات.
5) ثم أميركا ب 4.79 دولارات.
6) ثم إسرائيل ب4.63 دولارات.
7) ثم كندا ب4.54 دولارات.
.. في حين يبلغ سعره في السعودية 3,2 دولارات أو 12 ريالا
أما أرخص ساندوتش يمكنك شراؤه فتجده في:
1. فنزويلا حيث يبلغ 0,67 دولار (ريالين ونصف فقط).
2. ثم أوكرانيا ب1.55 دولار.
3. ثم الهند ب1.83 دولار (علما أن معظم المواطنين هناك لا يتناولون اللحوم).
4. ثم روسيا ب1.88 دولار
5. ثم ماليزيا ب2.01 دولار
6. ثم جنوب أفريقيا ب2.09 دولار
7. ثم مصر ب2.16 دولار
وفي حين استعرضت في مقالي السابق عدد ساعات العمل الواجب إنجازها لشراء هاتف الآيفون، يمكن بنفس الطريقة احتساب الوقت اللازم لشراء سندوتش ماكدونالدر حول العالم.. ففي كينيا مثلا يحتاج المواطن للعمل 173 دقيقة لشراء سندوتش واحد، وفي الفليبين 88 دقيقة، وفي المكسيك 78 دقيقة، وفي جاكرتا 67 دقيقة.. وفي المقابل هناك مدن يتمتع فيها المواطنون بدخل مرتفع يسمح بشراء نفس الساندوتش بجهد أقل ووقت أقصر.. ففي هونج كونج مثلا يحتاج المرء إلى 9 دقائق عمل لشراء "البيج ماك"، وما بين 10 إلى 11 دقيقة عمل في لوكسمبورج وطوكيو وزيورخ وميامي وجنيف وسيدني..
.. وقد يبدو مقياس (البيج ماك) أسلوبا اقتصاديا طريفا أو بسيطا أو حتى ساذجا، ولكنه في الحقيقة طريقة مقبولة حتى من المتخصصين لمقارنة أسعار العملات، وقياس القوة الشرائية للشعوب، وتقديم فكرة مبسطة (خالية من المصطلحات الاقتصادية المعقدة) لأسعار السلع في الدول الأخرى.. فالمواطن غير المتخصص يفضل استيعاب الأوضاع المعيشية في البلدان الأخرى من خلال مقارنتها بما هو موجود لديه؛ فالإنسان العادي لايهتم بالمؤشرات الاقتصادية أو تقارير البنك الدولي بقدر اهتمامه بمعرفة ثمن كيلو الأرز أو لتر البنزين الذي يشتريه المواطن مثله في البلد المقابل!
.. وبناء عليه خذها نصيحة قبل سفرك لأي دولة: اسأل عن ثمن علبة البيبسي أولا..
بقلم: فهد عامر الأحمدي - الرياض