حلف المسلمين العسكري

استمعت لتعليق وزير الخارجية البريطاني السابق وليم هيغ، في إجابته عن أسئلة الحضور بـ«منتدى دبي الاستراتيجي»، حول مغزى قيام التحالف الإسلامي العسكري بقيادة السعودية لمحاربة الإرهاب، بأن ذلك يفيد الغرب قبل دول المسلمين.

هيغ قال وهو يخاطب حضورا متنوعا، ويجيب على مذيعة «سي إن إن»: «ذلك حقًا مفيد لنا كلنا، وللعالم، لأن هناك من يريد تصوير المواجهة مع (داعش) بوصفها فعلا غربيا فقط».
حين أعلن ولي ولي العهد السعودي، وزير الدفاع، الأمير محمد بن سلمان، عن قيام هذا التحالف العريض من 34 دولة، وعشر في الانتظار، من دول المسلمين، كان يعلن عن فصل تاريخي جديد في حياة العالم الإسلامي، وبالتالي العالم كله، الذي يعاني ويلات الإرهاب المتأسلم.

أن يتنادى المسلمون، وانطلاقًا من مبادئ منظمة التعاون الإسلامي، التي نصت على محاربة الإرهاب، إلى توجه العزيمة لهذه المعركة، عسكريًا، وسياسيًا، وأمنيًا، وفكريًا أيضًا، فهذا لعمرك أضخم وأعمق تحول سيكون في المجتمع المسلم، إن صدقت النيات، ولم تضعف الهمم لاحقًا.

مثل هذا التحالف المسلم، يعني الكثير من الدلالات المفيدة، في هذا الوقت العصيب، أولى هذه المنافع هي حماية المسلمين أنفسهم من ويلات الإرهابيين من «دواعش» و«قواعد» ومشتقاتهم، ومن الميليشيات المرتبطة بإيران أيضًا، فكل ذلك إرهاب ديني، وكله هدف شرعي للتحالف الجديد، أو هكذا يجب أن يكون عليه الأمر، حتى ينجح ويسوق الناس حوله، كلهم.

ومن المنافع العظيمة لهذا التحالف، إضعاف المتطرفين من غير المسلمين، وإفقادهم الحجج الزائفة التي يسوقونها لأتباعهم حول أن كل المسلمين هم من «الدواعش»، أو هم محل شبهة بهذه التهمة، أو هم في أحسن الأحوال لا يمتلكون الجدية والرغبة بمحاربة «داعش»، هذه «الداعش» التي صار الغرب والعالم لا يرى المشكلات إلا من خلالها!

الأمير محمد بن سلمان، أعلن في مؤتمره الصحافي عقب الإعلان عن قيام التحالف الكبير، أن هدف التحالف العسكري الإسلامي لمكافحة الإرهاب هو محاربة كل المنظمات الإرهابية وليس «داعش» فقط، حيث إن الإرهاب منتشر في عدة دول، وتتطلب مكافحته جهودًا كبيرة. وقال أيضًا، وهذه عظيمة، إن «التحالف سيطور أساليب محاربة الإرهاب فكريًا».

في مؤتمر دبي الوارد بفاتحة المقال، أكد السياسي اللبناني د. غسان سلامة، أنه لا يوجد أحد في العالم يحارب «داعش»، كأولوية. وخالفه الأمير تركي الفيصل، بخصوص صدق وعزم السعودية ودول أخرى مسلمة على محاربة «داعش».

بيان الرياض عن حلف المسلمين العسكري ضد الإرهاب، هو الجواب.


بقلم: مشاري الذايدي - الشرق الأوسط.