التعليم من جديد

لازالت لديّ قناعة أن التعليم لازال يحتاج لحراك كبير وقرارات تنفذ، والتعليم لا يعتمد على محور أو سبب واحد لتدني مستوى التعليم لدينا وأتحدث عن التعليم العام من الابتدائي للثانوي، ثم يأتي التعليم العالي الذي يعاني من عدم الكفاءة والتخصصات التي تحتاجها بلادنا بدلا من تكرار مخرجات وأقسام لا قيمة مضافة لها.

التعليم العام لدينا يحتاج إلى عوامل نجاح تبدأ من البيئة المدرسية نفسها أي المدرسة وما تحتوي وما تضم بين جنابتها، من مبانٍ مخصصة للمدارس لا فلل سكنية أو دورا، فنحن بمرحلة لا نقضي على الأمية بقدر الحاجة للتعليم على أعلى مستوى، وحين تكتمل البيئة المدرسية نبدأ، بالمناهج والمعلم أو المعلمة والطالب والطالبة، ودور الأسرة المفترض، حلقة لا تنفصل، فهل المناهج نحن بحاجة لكل هذا العدد وكأن التعليم بالكم لا الكيف؟! أين المواد العلمية واللغة الإنجليزية وبشرط التركيز على "التعليم" لا "النجاح والشهادة" فمن يذهب للجامعة يصطدم بواقع مختلف عن التعليم العام حتى أن دراسة الدكتور مازن بليلة أن ما يقارب 70% يذهبون للجامعات لا يعرفون ماذا يختارون أو يتجهون ناهيك عن الطالبات اللاتي يدرسن ما نسبته 54% تخصصات مكررة ولا قيمة مضافة لها. الأمر الآخر المعلم والمعلمة والكفاءة "الخاصة" المفترضة لهم، وبعيدا عن خوض "بعض" ما هو خارج التعليم، بل يجب أن يكون "متخصصا" ومحترفا ومتمكنا علميا وهذا ما نفتقده حقيقة مثال هل هناك من يختبر طلاب الابتدائي ليحدد توجهه وقدراته للمستقبل علميا؟ لماذا يخرج طالب الابتدائي أو المتوسط أو الثانوني يعاني من ضعف المستوى ويصطدم بواقع الجامعة بنسبة كبيرة منهم وقياس واختباراته هي الحكم. أيضا دور الأسرة الذي يجب تفعيله وهو مهم من خلال زيادة الدور من خلال المدرسة وسياسة واضحة بربط الأسرة بالمدرسة والمعلمين والطالب.

في التعليم نحتاج "التعليم" كهدف أول، بتنمية كفاءات تعليمية حقيقة، نحتاج الطالب والطالبة راغبا ومحبا للتعليم لا باحثا عن "يوم إجازة" حتى وإن كانت مستحقة، نحتاج جاذبية المدرسة أن تكون محفزا له، من خلال أسلوب التعليم من المناهج ومن المعلمين والمعلمات الذين أيضا عليهم عبء كبير، وهو التركيز بالتعليم وهم أهل لها بكفاءات عالية وتقدير عالٍ، وعلى الوزارة العمل على "راحة" المعلم ذهنيا وحل مشكلاته للتركيز على التعليم والمخرج لا أن يكون الهم "مرتبة وراتباً ومميزات" هذه يجب أن تحسم وتنتهي ليركز على "التعليم والتعلم" والطالب والطالبة "يركز على التعليم والتعلم" نرتقي بالمستويات نرفع من الأداء يخرج من الثانوي عالي الكفاءه لا يهاب ويرتاب من امتحانات قياس أو تحصيل، يواجه الجامعة وأي مستوى تعليمي بهدوء وتقبل لأن الإعداد تم له بكفاءة وقوة، يجب تنشيط الأنشطة اللاصفية والنشاط من خلال القدرة على المشاركة بالمجتمع بالعمل الخير والتبرع بعمل خير للمجتمع، بالمسؤولية الاجتماعية، المشاركة الفعالة الحقيقة، لا نريد طلبة وطالبات يفكرون كيف ينتهون بقدر أن تكون لهم بداية حقيقية لهم في حياتهم، التعليم ليس منهجا ونجاحا، بقدر ما بناء وتشكيل جيل يقود هذا الوطن وينمي قدراته على أعلى مستوى، يكفي ما مرّ من سنوات ماضية من حفظ وتلقين ونمطية ومخرجات تعليم عالٍ حتى وصلنا لبطالة بمئات الآلاف في بلاد يزيد عدد المقيم الأجنبي بعا على عشرة ملايين ونحن أحوج لكل قدرة وطنية.

بقلم: راشد محمد الفوزان - الرياض