كلاسيكو العالم.. مشاهد لم ترَ

السبت الماضي حضرت في مدريد مباراة "الكلاسيكو العالمي" بين الريال الملكي والكاتلوني برشلونة، قمة كروية كل مهتم ويهوى كرة القدم يتمنى أن يحضر هذه القمة العالمية. يجب أن أعترف أولا أنني لست من هواة الحضور بملاعبنا لأسباب كثيرة وكتبت عنها وتحدثت عنها كثيرا فلا أكررها. بعد الأحداث الإرهابية في باريس ومقتل أبرياء بيد الإرهاب الذي لا دين أو مكان له، فرض الحدث واقعه فكانت هناك إجراءات أمنية مشددة جدا، من الشارع لمقعدك، ولكن كان هناك تنظيم وانسيابية جدا لا تستغرق هذه الإجراءات الخمس دقائق فعلا، أما الزحام فحركة انسيابية لا تحتاج إلى أكثر من 5 دقائق للوصول لموقعك، رغم التفتيش الذاتي الشخصي لكل حاضر للمباراة بلا تمييز.

تذكرة الحضور ببطاقة ممغنطة، محدد بها "مكان الدخول لا يمكن أن تدخل من غيرة، مثلا بوابة 50 لا يمكن تدخل من غيرها، ثم تمرر البطاقة على جهاز كما في قطارات المترو بذلك لا مجال للتزوير وغيرها، ثم تصعد لبوابة الملعب الداخلية محددة أيضا وأي دور، ثم تدخل الملعب من البوابة المحدد، يستقبلك شخص يساعدك بمكانك أين هو إن كنت لا تعرف، ويساعدك في حال وجود أحد بمكانك لكي يتيحه لك، فالبطاقة الممغنطة تحدد كل شيء لك حتى مقعدك فلا تحتاج لأحد إبدا، هذا ما يحدث من تنظيم بصورة منظمة وانسابية والكل يعرف مقعده ومكانه بأمن واستقرار وهدوء.

الآن نأتي على الخدمات المتاحة والتسويق بالملعب، من خارج ملعب "البرنابيو" بمدريد تجد استثمار كل مكان بالملعب هذا من الخارج، مع وضع الملعب من الداخل بدرجات مختلفة ووجود الكبائن الخاصة وكل شيء بسعره وقيمة معتبرة، أيضا الإعلانات والتسويق داخل الملعب وعلى أرض الملعب، واللوحات المحيطة بالملعب، وكان حضور الاتصالات السعودية موجودا وطيران الإمارات، وإعلانات لا تتوقف داخل الملعب، ومبيعات خارج الملعب أيضا، دورات المياه داخل الملعب تنتشر انتشارا انسيابيا بين المدرجات وعلى أعلى مستوى، وطبعا في زيارة سابقة كان هناك المتحف والمتجر الخاص بالنادي، وهذه مصادر دخل أيضا للنادي من خلال المبيعات سواء بالدخول أو المبيعات للمنتجات، والمتجر على الشارع العام ومفتوح طوال النهار. هذه صورة وليست كل الصورة، ولكن حين تحضر لهذه الملاعب التي تشجعك رغم أن التكلفة عالية للتذاكر نستطيع القول ثلاث وأربع أضعاف ما لدينا لفئة الوسط، ناهيك عن الكبائن الخاصة وغيرها.

هذه التجارب وغيرها في ألمانيا وإنجلترا وإيطاليا، نستطيع أن نأخذ من هذه التجارب ونستفيد منها الكثير، فالحلول موجودة لكل شيء سواء التذاكر التنظيم الأجهزة المستخدمة كتقنيات، تصاميم الملاعب وغيره الكثير يمكن أن نستفيد منه، أقول من واقع يجب أن نستفيد منه الكثير.

بقلم: راشد محمد الفوزان - الرياض