مطر بأي حال عدت

مع موسم الأمطار تفضح كل مشاريعنا، هذه هي العادة، ففي كل سنة نقول لن تباغتنا الأمطار على حين غرة، ولأن هذا العام استمعنا لما يقوله العلم فقد تم تخفيف الأضرار من خلال تعليق الدراسة.. وبالرغم من كل التحذيرات التي أبقتنا داخل منازلنا إلا أن المشاريع التي لم تنفذ كما يفترض جعلتنا نلوك حسرتنا مع كل مشهد استوطن شارعا أو حيا..

وجدة موعودة برعب السيول، وهو الرعب الذي لم يعد مستقرا في صدر هذه المدينة، فكوارث الأمطار يمكن أن تحدث في أي مدينة كبيرة من مدن المملكة قبل صغارها.. مما يعني أن الهم واحد وإن تعددت المناطق.

وبالأمس حدث كشف لكثير من المشاريع ولكثير من الشوارع ولكثير من الأنفاق ولكثير من الكباري... هذا الكشف ذكرنا أيضا بالسنوات التي مرت من غير استكمال مشاريع تصريف السيول.

ومشكلة تصريف السيول غدت هي المشكلة الواضحة في كل مدينة كبيرة، وإذا كانت هذه المدن هي الواجهة وهي التي انصبت فيها أموال ضخمة من الميزانيات المتعاقبة ولازالت بهذا السوء فهذا يعني أمور تقود لسوء الظن في المشاريع التي أقيمت هنا وهناك.

فمدينة كالدمام يصفها سكانها بمدينة المتاهات كون شوارعها لا تفضي بك إلا للضياع بسبب انغلاق الشوارع وتحويلاتها التي لا تنتهي في عمليات صيانة هي الأخرى لا تنتهي مع الشكوى من عدم جريان مجاري الصرف الصحي وعشوائية التنفيذ لجل المشاريع المقامة هناك.

وعندما نشاهد شوارعنا وما يحدثه المطر فيها أو مشاريعنا التي تتهاوى مع زخات المطر يجعلنا نتساءل:

هل يعود ذلك لغياب المراقبة أم أن المال العام لا يحترم، بمعنى عدم وجود رقابة ومساءلة كافية في مشاريع الدولة يعطي فرصة للتلاعب والتحايل وتسليم المشاريع غير مكتملة أو غير مطابقة للمواصفات والرسوم الهندسية.

ما يحدث في المدن الكبيرة من كوارث سيول أو أمطار يشير بوضوح إلى أن هناك (لهفا) أو استغفالا أو إهمالا أو سموه ما شئتم لكن التسمية لا تلغي أننا نعيش على طريقة المسلسل السنوي (سقوط الأمطار).

فهل نحن بحاجة ماسة إلى لجنة تقصٍ لحقائق المشاريع الضخمة والصغرى في كل مدينة على حدة حتى يتم استئصال الفساد الإداري أم أننا كائنات تبحث عن ميت لتشبع لطم وتنسى لطمنا مع مقدم الميت الجديد.

بقلم: عبده خال - عكاظ