ثقافة المجتمع وثقافة المسؤول

لدي إيماني العميق بأن ثقافة المجتمع تصنع ويتم تشكيلها تراكمياً، وأن للحكومة ممثلة بأجهزتها المختلفة الدور الرئيس في هذا التشكيل سلباً أو إيجاباً، في الجانب المحبط يكون بعدم الاهتمام بظواهر سلبية على اختلافها لتتغذى وتكبر ولها مستفيدون، وفي الإيجابي بدعم المتوافر منه أساساً في ثقافة المجتمع الدعم المناسب لتقويته وترسيخه.

ومن الأعذار القديمة الجديدة رمي المسؤولية على ثقافة المجتمع.. السلبية! هذه الرماية الحرة تأتي في العادة من مسؤول لم يحقق النجاح المطلوب في مهمته، أو يجهز «لعلاج» أعده يرى أن الغالبية العظمى لن تستسيغه ويضر بمصالح أساسية لها.

وإذا أخذنا الأراضي البيضاء والسكن نسترجع الماضي ونكتفي بالسكن، كانت الأسرة السعودية تسكن في منزل صغير، وأحياناً أكثر من أسرة في المنزل نفسه، جاء صندوق التنمية العقاري مداراً من وزارة المالية ليحدث طفرة إيجابية في الإسكان الشعبي ويحقق أحلام الكثير من المواطنين، لكن هذه الطفرة صاحبها نمط محدد اهتم بالشكليات و«التكسيات» الخارجية من الرخام إلى «القرميد»، كان الصندوق حارساً لهذا النمط المتخشب، وعلى طريقة وزارة المالية وغيرها من جهات حكومية بقي الصندوق جامداً في شروطه وطريقة تقديمه للقروض لعقود من السنين، لم يفكر للمستقبل على رغم وجود مجلس إدارة، وهو ما يدفع للسؤال ما هي مهمات مجالس الإدارة بالتحديد إذا لم تفكر للمستقبل؟ وكنت ممكن أقترح غير مرة من قديم، وقبل استفحال قضية السكن أن يغير الصندوق من سياساته لكن لم يكن هناك اهتمام حتى بالرد فكيف باستجابة، الإدارة في المالية هي مثل إدارة «أمين الصندوق»، وكثير من القضايا تتضخم بسبب تضافر جهود الجمود والبطء في قيادة التنمية، بعد المساهمة في ترسخ مشكلة يأتي من يقول ثقافة المجتمع هي السبب!

بقلم: عبدالعزيز السويد - الحياة