75% من طلاب الجامعات.. لا يعرفون..

دراسة نشرت في صحافتنا قبل أيام عن طلاب الجامعات لدينا، تؤكد هذه الدراسة أن 75% من الطلاب المستجدين لا يعرفون ماذا يتخصصون، أو ماذا يناسب قدراتهم وإمكاناتهم، وأن 92% منهم لا يعرفون شيئاً عن المناهج والمواد الدراسية التي سيدرسونها خلال سنواتهم الدراسية، فماذا بعد ؟! دراسة الدكتور مازن بليلة قيمة ومهمة جدا، وحين ننظر حولنا جميعا نجد أن طالب الجامعة "فعلا" لا يعرف قدراته ومواهبه وإمكاناته، فيدرس في الجامعة إما تبعا لصديق أو أصدقاء، أو من باب واجب إكمال الشهادة الجامعية، وقد ينجح ويستمر ولكن الإشكال هنا، هل درس وفق إمكاناته وقدراته وفجرها وانطلق وتميز ؟!

ما اعرفه أن في ألمانيا يبدأون من المستوى الابتدائي أن الطالب أو الطالبة الألماني يبدأ اختبار تحديد قدرات وإمكانات له، بحيث يقال له هذا أكثر مناسبة لك فعليك التوجه له كمسار دراسي وعلمي أو مهني، وهذا لا يعني أن كل التقييم صحيح 100% ولكن لنقل إنه صحيح بنسبة 80% أو نحو ذلك، وهذا أفضل بكثير من طالب يصل للمرحلة الجامعية وهو لا يعرف ماذا يريد، وماذا يتخصص! أين يذهب كمسار علمي ومهني ؟

وهذا لا يلام عليه الطالب، ولا نتحدث عن 25% الذين يتميزون ويعرفون أين يتجهون ويعملون.

نحتاج فعلا إلى إعادة توجيه الطلاب والطالبات، وفق قدراتهمم وإمكاناتهم أين يتوجهون وأين يوظفون طاقتهم، لأنه حين يتجون إلى ما يوافق قدراتهم وإمكاناتهم فهم لا شك سيتميزون ويكونون فعالين، ويكون هناك توظيف حقيقي لقدراتهم، عدا ذلك هو هدر طاقة الشباب وإمكاناتهم والاستفادة منهم، والطالب أيضا سيخسر أن يتوجه التوجيه الصحيح، ويستفيد ويستفاد منه.

وحين يتجه الطالب وفق ذلك أي قدراته ويعرف ماذا يناسبه، فإننا نضع الهدف الصحيح بالمكان الصحيح، وينجز ولا يكون عامل فشل وإحباط له، فالخطأ مضاعف لمن لا توظفه بطريقة صحيحة ويستثمر بها، فنحن بحاجة إلى تقنين الكمية أو الأعداد بمعنى أدق لأعداد الطلاب والطالبات، بقدر أننا بحاجة للكفاءة والقدرات والأهم أن يكون الشخص المناسب بالمكان المناسب، عدا ذلك فهو خسارة وهدر بلا حدود.