الفوضى المرورية !

احتلت السعودية المركز ٢٣ عالميا في معدل وفيات حوادث الطرق حسب التقرير السنوي لسلامة الطرق الصادر عن منظمة الصحة العالمية لعام ٢٠١٥م، حيث حصدت حوادث الطرق في السعودية ما معدله ٢٧ شخصا لكل ١٠٠ ألف نسمة !

اللافت في التقرير أن السعودية جاءت في مصاف الدول المتصدرة في معدل وفيات حوادث الطرق ومعظمها من الدول النامية الأفريقية، حيث تنعدم ثقافة احترام أنظمة السلامة المرورية وتسود الفوضى حركة السير والطرق الرديئة، وهذا أمر معيب بحق دولة متقدمة تنمويا وتعليميا، وتمتاز بشبكات طرقها المنظمة والحديثة !

لا شيء يفسر ذلك سوى غياب حزم رقابة وتطبيق الأنظمة المرورية، وضعف وعي المجتمع بقواعد السلامة المرورية عند استخدام الطرق وعدم احترام الأنظمة، هي إذن مسؤولية بين طرفي العلاقة المرورية، بين رقيب أنظمة الطرق ومستخدم الطرق!

سأعطيكم مثالا على هذه العلاقة الثنائية المتخاذلة، في أحد تقاطعات طريق الشيخ جابر المزدحم دائما شهدت حالة فوضى عجيبة، كانت دورية المرور تنتصب على رصيف تقاطع الإشارة المرورية، لكن قطع الإشارة كان يحصل أمام سمع وبصر رجل المرور دون أن يحرك ساكنا، وعندما فوجئت بسيارة تعاكس السير لتقطع الإشارة توقعت أن ينتفض رجل المرور غضبا لكرامته أولا قبل كرامة النظام لكن السائق المخالف نفذ بجلده معطيا إشارة لكل السائقين الآخرين بأن شعار السلامة المرورية عندنا: إن لم تكن ذئبا تخطتك الذئاب !

بقلم: خالد السليمان - عكاظ